كيف حاول (بوريطة) العبث بالوعي الدولي؟
ردا على إبداء نية عدد من قادة الجبهة نقل جزء من المعركة، ضد الإحتلال المغربي، إلى داخل الأراضي المحتلة، من الصحراء الغربية، في إطار القانون الدولي، الذي يتيح للشعوب المستعمرة حق المقاومة في نطاق حيز منطقة الصراع.
قام المغرب، الذي لديه مصلحة في تشويه سمعة البوليساريو، بمحاولة العبث بالوعي الدولي، عبر ربط هذا الحق، المشمول بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، رقم 3103 الصادر عام 1978، بالإرهاب!!
القانون الدولي واضح في هذه المسألة، حيث أن حق تقرير المصير يطرح مشروعية استخدام القوة كوسيلة لوضع هذا الحق موضع التنفيذ، وبالتالي يستحيل ربطه عنوة،و بشكل مثير بمصطلحات، مثل: الإرهاب والانفصال…
ويجب التذكير هنا، بأن مشروعية حق تمثل البوليساريو لشعب الصحراء الغربية، هو كذلك، أساس آخر، يمنحها حق اتخاذ الكفاح المسلح طريقا نحو تقرير المصير.
وخلافا لما يبحث له (بوريطة)، عن أية مناسبة لعرضه، فإن البوليساريو لها بنية الحركة المسلحة الشرعية، لكونها تتواجد بمناطق تمكنت من تحريرها بواسطة الكفاح المسلح، هذا إلى جانب بنية الدولة الصحراوية، المعترف بها،من لدن عدد كبير من دول العالم.
وبالتالي فإن الشعب الصحراوي، سوف لن يسمح للنظام المغربي، التوسعي، بالتذرع بمواجهة الإرهاب، للإساءة لرائدة كفاحه،البوليساريو.
مؤخرا. البوليساريو اختارت الخيار الأصعب، بالعودة إلي الكفاح المسلح لأنه ليس أمامها من منفذ سوى استثمار المزايا النوعية، لا العددية، لمقاتليها في استعادة أمجادها التليدة؛ أي النجاح في تكرار تجاربها السابقة في إدارة العمل المسلح بنفس طويل.
السيناريو المنتظر هو الحفاظ على (رجيم)، حرب عصابات هدفها إنهاك القوات المغربية وبقائها مشتتة على مسافة 2720 كلم، على طول الحزام الرملي، حيث تحتمي وتستتر هذه القوات…
حرب عصابات يعني: أن المغرب يعيش حالة حرب، وهذا يتطلب من المخزن إنفاق كبير على استهلاك غير محدد للذخائر والمؤن، واستعداد دائم لتلقي ضربة غير متوقعة بالنسبة للجيش.
حتى الآن. وبالنظر إلى حجم الإنفاق على امتلاك أسباب التفوق التكنولوجي،المغرب فشل في عمليات تغيير المعادلة. الدليل على ذلك. هو سلوكه الانهزامي، حيث ينقل الجنود نهارا، إلى مسافات طويلة، وراء الحزام، ثم يأتي بهم خلال الليل؛ تفاديا لعمليات القصف اليومي.
الحرب أضافت مفهوم جديد، هو العمق الاستراتيجي لبعض البلدان المجاورة،أي أن الصراع يهمها اكثر بناءا على احتياجات أمنها الإقليمي، فضلا عن كونها أصبحت تسمم العلاقة بين دول كثيرة يطلق عليها إسم:(الدول الفاعلة في النزاع)، وهو مفهوم يخفى حقيقة أن لهذه الدول مصالح،وليست مجرد إهتمام..
الدبلوماسية الصحراوية مطالبة بالتصدي لمحاولة المغرب ايقاع حرب التحرير الوطني في مصيدة التأويلات الخاطئة.
أما البوليساريو،فهي مطالبة بممارسة حقها في الكفاح المسلح، وهو السبيل الوحيد، لجعل نتيجة الصراع تؤول لصالح تقرير المصير.
تعليقات
إرسال تعليق