جويسيساتنا والفاجعة الصحراوية
من المنتسبين القسريين للصحافة المكتوبة أيام تمييعها نهاية تسعينيات القرن الماضي. لايستطيع تركيب جملة مفيدة لابالعربية ولا بالحسانية.
تحول من الصحافة الورقية إلى الرقمية؛ ثم إلى السياسة في بعدها البهلواني؛ كرئيس حزب كرتوني مرخص.
وانتقل إلى منصب مستشار لرئيس حزب آخر ثم إلى رئيس مجموعة في الواتساب تروج لمغربية الصحراء الغربية وتلعب على الحيادية الرسمية للبلد لتروج لصغار جويسيسات المخزن المغربي التي تنتشر كالفطر على اليوتيوب والفيسبوك والواتساب الموريتاني.
ويوهم الصحراويين -رغم دهائهم وفطنتهم- أنه عبر الواتساب هو اكبر مناضل وداعم لهم في حقهم.
دعاني أحد الضباط السامين المتقاعدين في الجيش الموريتاني إلى مجموعة الواتساب التي يديرها هذا الإنسان الموريتاني غريب الاطوار. وبقيت فيها للاطلاع على أقوال هذه الثلة المغايرة والاتعاظ بفنها في نسج التفاهات والضحك على الفاجعة الصحراوية المزمنة الأليمة فاكتشفت أنه يستهدف كل من يذكر الصحراء الغربية وشعبها ومناضليها بخير.
ليس هذا الإعلامي الكاريكاتير بدعا من جويسيسات المخزن في فضائنا السمعي البصري الموريتاني بل مجرد أنموذج. أحدهم قبل ايام استدعته قناة غربية في نسختها العربية الرديئة ليعلق على الزيارة التاريخية لرئيس الجمهورية العربية الصحراوية إبراهيم غالي إلى جمهورية جنوب إفريقيا التي بنيت على أنقاض أكبر واقدم عورة للنفس البشرية وهي نظام الآبارتايد العنصري؛ فسقطت منه سهوا جملة "جلالة الملك" في لحظة تجل غرائبية وهو الإعلامي الموريتاني.
ويطالعك ثلاثة مواقع موريتانية بأخبار من صفحة الأحداث في إحدى حارات الدار البيضاء وكأنها حدث دولي؛ وخبر سياسي أو أمني صيغ وبشكل جلي بنفس غير موريتاني ليتم نشره فيها ثلاثتها بشكل متزامن. أو تجد أحدها يطلق كلمة الصحراء دون الغربية وبترديد داخل جسم خبر جانبي قصير.
وتجد مدونا موتورا يكرر بشكل يومي تهجية حروف كتبها من طالما اعتبره عدوا له؛ لكنه يقرأ مذكراته على الملإ نكاية في نضالات الشعب الصحراوي.
مالم يستوعبه هؤلاء وألئك أن الصحراويين في شقهم الذي يطالب بالاستقلال وتقرير المصير لايحتاجون لنا كموريتانيين ولا ينتظرون منا الدعم العسكري ولا السياسي؛ إنهم حريصون في البوليساريو على أن لا يصدر منهم أذى إلينا منذ 1979.
يعتبرون أننا جيران ذوو قربى بيننا وبينهم ميثاق؛ ساهمنا في فقدانهم لأرضهم ثم تبنا وكفرنا عن ذنبنا؛ وبقوا هم يناضلون حربا ثم سلما ثم حربا لنيل حقهم.
وإلا ينصروهم فقد حزموا أمرهم دونهم ويودون أن ندعهم بسلام. والواقع أن أي موريتاني ينكئ جراحات الفاجعة الصحراوية ويمس من نضالات الشعب الصحراوي العظيم تصريحا او تلميحا يضر نفسه ومصداقيته ويضعهما في حالة انكشاف وليس مجرد جويسيس مضحك.
إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا
تعليقات
إرسال تعليق