السجائر الإلكترونية هي منتج لغرض التدخين بكل ما للكلام من معنى
تعمل السجائر الإلكترونية بطريقة تبخير السوائل، وليس بواسطة حرق التبغ مثل السجائر العادية. في معظم الحالات، تحتوي المادة المتبخرة على النيكوتين، وذلك بالإضافة إلى المواد الضارة الأخرى. ويمكن أن تؤثر هذه المواد سلباً على الجهاز التنفسي، إلى جانب المواد التي تعتبر مسبّبة في السرطان.
النيكوتين
أهم أضرار السجائر الإلكترونية هو احتواؤها على النيكوتين، شأنها شأن السجائر العادية. فالنيكوتين مادة مسببة للإدمان في أي سن، ولكن تعرّض المراهقين لها يكون أكثر خطورة، لأنه خلال فترة المراهقة، يكون الدماغ حساسًا بشكل خاص، وبالتالي يمكن أن يسبب النيكوتين الإدمان ونقص الانتباه/ التركيز واضطرابات المزاج (مثل الاكتئاب). وبالإضافة إلى تأثيره على الدماغ، يضر النيكوتين بالعمليات الأخرى في الجسم، مثل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. وكل هذه يمكن أن تتحول إلى آثار طويلة المدى.
أثبتت معظم الأدلة أن الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن تدخين السجائر العادية، عن طريق استخدام السجائر الإلكترونية، إنما ينتقلون من إدمان إلى إدمان آخر، لأنهم، في الواقع، لا يتوقفون عن تناول النيكوتين. لذلك ، فإن تجنب استهلاك النيكوتين عن طريق استخدام بدائل النيكوتين للإقلاع عن التدخين المدرجة كمنتجات للإقلاع عن التدخين، يؤدي إلى ارتفاع معدل العلاجات المطلوبة لمحاربة الإدمان وللانقطاع عن النيكوتين.
المراهقون و السّجائر الإلكترونية
تبين بالأدلة، أن المراهقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية، هم أكثر عرضةً بنسبة سبعة أضعاف لتبديل السجائر الإلكترونية بالسجائر العادية في المستقبل. من الممكن أن يؤدي إدمان النيكوتين إلى تعاطي المخدرات أيضاً في المستقبل.
يختلفُ المراهقون في آرائهم بالنسبة لتواجد النيكوتين في السجائر الإلكترونية، إلى جانب نسبة عالية نسبيًا (38%) لا يعرفون كيفية إبداء آرائهم حول هذه القضية المهمة. من بين مستخدمي السجائر الإلكترونية، تكون النسبة المئوية لمن لديهم رأي حول هذه المسألة أعلى، ولكن لا يبدو دائمًا أنها في الاتجاه السليم، كما أن نسبة أولئك الذين يعتقدون أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مجرد مكونات طبيعية فقط هي أعلى من الذين لا يستخدمونها.
بشكل عام، يعتقد المراهقون أن استخدام السجائر الإلكترونية أقل ضررًا مقارنة بتدخين سجائر التبغ، سواء فيما يتعلق بالمستخدم، أو فيما يتعلق بمن حولهم (التدخين السلبي/ القسري).
إن الفكرة السائدة هي أن الضرر أقل لدى استخدام السجائر الإلكترونية. المراهقون الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية، مقارنة بغير المستخدمين، ينظرون إلى استخدام السجائر الإلكترونية بنحو "إيجابي أكثر" في السياق الصحي - أي أنهم يعتقدون أن استخدام السجائر الإلكترونية أقل ضررًا، بنسبة أعلى، من تدخين سجائر التبغ.
إن طبيعة استخدام السجائر الإلكترونية هي عصرية "ترِند" في الأساس، وهي متجذرة بعمق في التجربة الاجتماعية السائدة بين المراهقين اليوم. إن الدّافع وراء استخدامها والاستعداد لتجريبها نابع من التصوّر بأن السجائر الإلكترونية هي غير ضارة، أو أنها أقل ضررًا من تدخين منتجات التبغ، ويقومون بتعزيز هذا التصوّر، من خلال إزالة موانع كبيرة عن تدخين التبغ المتوفّر، مثلاً ("التبغ ليس لذيذا"، "رائحته كريهة ".
كما يبدو، أن التصورات الأساسية حول المكونات النشطة في السجائر، والأضرار المحتملة، وحتى فيما يتعلق بقانونية الموضوع كلها مثيرة للجدل بين الشباب، حيث أن نسبة كبيرة منهم لا يعرفون حتى كيفية إبداء آرائهم. علاوة على ذلك، من بين أولئك الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية بالفعل، هناك أيضًا نسبة كبيرة من المفاهيم الخاطئة فيما يتعلق بالموضوع.
لذلك، من المستحسن التأكيد على حقيقة أن بيع السجائر الإلكترونية للقاصرين هو أمرٌ محظور، وكذلك للتأكيد على تأثيرها السلبي على الصحة وقدرتها على التسبب في الإدمان على النيكوتين.
تعليقات
إرسال تعليق