التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"ماروك غايت" : اعترافات صادمة للنائب الأوروبي السابق بانزيري

 بروكسل (بلجيكا)، 27 فبراير 2023 (واص) - أدلى النائب الأوروبي السابق،  بيير أنطونيو بانزيري باعترافات جديدة ضمن التحقيق الجاري فيما يخص قضية الفساد التي هندستها المخابرات المغربية،  أو ما بات يعرف ب"ماروك غايت"،  مورطا نظام المخزن في الفضيحة التي هزت أركان البرلمان الأوروبي مؤخرا،  وذلك من خلال شراء ذمم بعض النواب الأوروبيين بالمال لتحقيق مكاسب سياسية.

و كما كان قد تعهد به للعدالة البلجيكية في وقت سابق بالتعاون معها في هذه القضية من أجل تخفيف العقوبات المتوقع صدورها بحقه،  كشف بانزيري عن معلومات جديدة سربتها الشرطة القضائية البلجيكية الفيدرالية في بروكسل لبعض الصحف الأوروبية،  من بينها صحيفة "كناك" المحلية، حيث تبين تورط نظام المخزن في الفضيحة عبر سفيره في العاصمة البولندية وارسو، عبد الرحيم عثمون الذي سبق له العمل مع النائب الايطالي السابق في البرلمان الأوروبي.

و أدلى بانزيري بالمعلومات المسربة إلى باحثين من الجهاز المركزي البلجيكي لمكافحة الفساد، بحضور محام ومترجم،  حيث اعترف عن قبض ما لا يقل عن 180 ألف يورو نقدا،  بالإضافة إلى الهدايا والرحلات السياحية على حساب النظام المغربي, كل ذلك مقابل الدفاع عن مصالح الرباط على مستوى البرلمان الأوروبي،  وعلى رأس ما هو مطلوب منه الترويج لأطروحة المغرب المزعومة للصحراء الغربية التي يستنزف المخزن ثرواتها الطبيعية وخيراتها البحرية بتواطؤ من قبل الأوروبيين.

ويقول الايطالي -حسب التسريبات- أنه "في عام 2009 عندما أعيد انتخابه لعضوية البرلمان الأوروبي،  أصبح إحدى الشخصيات المهمة في الدبلوماسية الأوروبية في الرباط. لقد أصبح رئيسا للجنة العلاقات مع البلدان المغاربية،  وكذا رئيسا للجنة البرلمانية المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب،  وهي المهمة التي فتحت له الطريق للتعرف على عبد الرحيم عثمون الذي ترأس معه مناصفة اللجنة البرلمانية المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب بداية من عام 2011"،  علما أن عثمون كان عضوا في البرلمان المغربي منذ عام 2003،  وكان يسافر بين المغرب وفرنسا باستمرار ويتحدث الإيطالية بطلاقة،  الأمر الذي سهل التواصل بين الرجلين.

ويؤكد بانزيري في اعترافاته أن "المودة بينه وبين النائب المغربي حينها عبد الرحيم عثمون الذي يشغل حاليا منصب سفير في بولندا كانت متبادلة وقد توطدت في ميلانو أين يملك المسؤول المغربي ناديا للجاز, سرعان ما تحول قبل فترة وجيزة من الانتخابات الأوروبية لعام 2014، مركزا لتوحيد الشتات المغربي الذي يمكنه التصويت في إيطاليا".

ورغم تغيير بانزيري لمنصبه في فبراير 2017 إلى رئاسة اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان،  إلا أن ذلك لم يمنعه من الحفاظ على علاقات جيدة مع عبد الرحيم عثمون ومع المغرب.

وقد أكد للباحثين أنه بين عام 2017 ونهاية ولايته في يوليو 2019, تمت دعوته إلى الدار البيضاء ومراكش عدة مرات،  وكانت الإقامة لمدة أسبوع في أفخم فندق في المغرب،  على حساب نظام المخزن.

وعندما قرر بانزيري عدم الترشح مرة أخرى للبرلمان الأوروبي في مايو 2019, أسس منظمة غير ربحية تحت مسمى "جمعية محاربة الإفلات من العقاب" في بروكسل, وحافظ على علاقات "جيدة" مع المخزن, حسب أقواله للمحققين, غير أن هذا الأخير أراد أيضا الاقتراب من الأعضاء المنتخبين في البرلمان الأوروبي. عندها اقترح بانزيري أربعة أسماء على المغربي عبد الرحيم عثمون -بحسب شهادته- وهم براندو بينيفي  و أليساندرا موريتي و أندريا كوزولينو و نائبا رابعا،  لم يذكر اسمه،  لكنه أكد استعداد النواب الأربعة للتعاون.

وتكشف الاعترافات أنه ورغم أن بانزيري لم يعد في البرلمان الأوروبي منذ يوليو 2019, إلا أنه قرر في أكتوبر أو نوفمبر هو ومساعده فرانسيسكو جيورجي،  التوقف عن العمل مجانا. فقد رتبوا لقاء مع عثمون في مطعم في بروكسل بالقرب من منزل بانزيري, وخلص اللقاء بالاتفاق على أن يحصل كل من بانزيري ومساعده جيورجي على50 ألف يورو سنويا. (واص)


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاب الجزائري الموثر محمد دومير يصنع الحدث في ملف الصحراء الغربية

 ‏بعد التحقق من المعلومات الواردة في عدة وثائق تثبت استقلالية الصحراء الغربية تاريخيا، بما في ذلك رسائل ومعاهدات سلاطين مراكش. قمت بإرسالها للجنة الرابعة للامم المتحدة لانهاء الاستعمار، و طلبت أن أعرضها بقاعة الاجتماعات هذا الأسبوع أمام كل العالم..  انتظرونا من نيويورك

مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية: البوليساريو انتهجوا وسائل قانونية للمقاومة وعملوا على بناء مؤسسات دولة ديمقراطية وشاملة وكسبوا ثقة العالم.

 نشرت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية مقالًا للكاتبة هانا راي أرمسترونج تناولت فيه السياسات التي يمكن أن تنتهجها إدارة بايدن لحل النزاع بشأن الصحراء الغربية. تستهل الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وَقَّع إعلانًا (أحادي الجانب) في ديسمبر  2020 يعترف بالسيادة المغربية على منطقة تبلغ مساحتها 100 ألف ميل مربع متنازع عليها منذ نصف قرن: الصحراء الغربية، ماضيًا بذلك في عكس اتجاه سياسة أمريكية طويلة الأمد بالتزام الحياد في المواجهة بين الحكومة المغربية، وجبهة البوليساريو، التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية. ونوَّهت الكاتبة إلى أن ترامب أيَّد مطالبة المغرب بالسيادة على الصحراء مقابل تطبيع الرباط لعلاقاتها مع إسرائيل، والانضمام إلى اتفاقات أبراهام. وتسببت هذه المقايضة في انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار؛ مما أدَّى إلى تجدد القتال، وتزايد التوترات في المنطقة. وتلفت الكاتبة إلى أن الأمم المتحدة تحاول استئناف عملية سياسية من شأنها التغلب على المأزق الحالي، ورفضت المغرب تنفيذ استفتاء شعبي تدعمه الأمم المتحدة من شأنه أن يحدد وضع الصحراء الغربية، وبدلًا عن ذلك قدَّم المغر...

أبي بشراي البشير يؤكد " القرار الصادر عن القسم القانوني في مجلس الإتحاد الأوروبي مهم للغاية ويؤكد القراءة السليمة لقرار محكمة العدل الأوروبية

  الشهيد للحافظ ، 02 فبراير 2025 (واص) -  أكد ممثل  جبهة البوليساريو لدى سويسرا والأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف, السفير أبي بشراي البشير, أن الرأي الصادر عن القسم القانوني في مجلس الاتحاد الأوروبي "مهم للغاية" لأنه يؤكد "القراءة السليمة لقرارات محكمة العدل الأوروبية الصادرة يوم 4 أكتوبر 2024 والتي تم بموجبها رفض طعون المفوضية والمجلس ضد قرار المحكمة العامة ليوم 29 سبتمبر 2021 وتأكيد قرار إلغاء الاتفاقيات بين المغرب والاتحاد الأوروبي.  وذلك - يضيف الدبلوماسي الصحراوي - بسبب شموليتها  اللاشرعية للصحراء الغربية, وهي الإقليم المتمايز والمنفصل عن المملكة المغربية, دون الحصول على موافقة الشعب الصحراوي المعني الحصري بالحق في تقرير المصير, وبالتالي السيادة على الإقليم وثرواته". وأضاف في تصريح لو" واج "  أن "هذا الرأي القانوني يعزز الانطباع الحاصل لدى الأوروبيين بتقلص هامش المناورة أمام المفوضية في محاولاتها الدائمة للقفز على قرارات العدالة الأوروبية, ويحمل رسالة واضحة إلى المفوضية بضرورة احترام تلك القرارات والالتزام بمحتواها". كما شدد الدبلوماسي ...