محمد سالم احمد لعبيد✍
صفقة السلام الإسرائيلية- المغربية هي اتفاق احتلال مقابل احتلال
شهر ديسمبر 2020 أعلن الرئيس الأمريكي السابق دولاند ترامب اعترافه بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية
شهر مارس 2022 أعلن رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو شانشيز اعترافه بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية
شهر يوليوز 2023 أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اعترافه بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية
يقيت فقط حلقة واحدة وتكتمل المسرحية اعتراف باريس بمغربية الصحراء والذي قد يظهر في اية لحظة وهو ما نتابع الصحافة المخزنية تحضر له منذ مدة وبنفس الطريقة التي تم بها التحضير لقرار رئيس الحكومة الاسبانية ونفس الطريقة التي تم بها التحضير لقرار الحكومة الإسرائيلية (ازمة بين الرباط وباريس, ماذا تتنظر باريس؟ هل باريس حليف ام عدو .......الى غير ذلك من العناوين)
السؤال المطروح حقيقة هو: متى كانت هذه الدول عمليا لا تعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية؟
وما الجديد في الامر ليقيم المحتل المغربي الدنيا ولا يقعدها وكأنه حقق نصرا جديدا غير مسبوق وطوى الملف بشكل نهائي؟ ويعود بها الى مرحلة ما اسماه نهاية سبعينيات القرن الماضي ب: الملف المطوي"
وهل الحسن الثاني كان غبيا لهذا الحد ولم يعرف كيف يدعم شعاره: الملف المطوي" ويفتح قنصليات ويفرض اعترافات من هذه الدول وغيرها خصوصا ان الظروف الدولية آنذاك كانت أكثر ملائمة ولم تكن الأمم المتحدة متورطة بشكل مباشر في القضية ولم يكن الاتحاد الافريقي ولا الاتحاد الأوروبي قائمين ولم تكن هناك منظمات حقوقية قوية وكان قطب الشرق في طريقه الى الهاوية وحلف الغرب في القمة وكان للمغرب دور فاعل في عديد المناطق الدولية وما الى ذلك؟
الم يكن آنذاك محور: واشنطن- الرباط-تل ابيب الذي تأسس سنة 1956 أكثر قوة وأكثر فاعلية من اليوم؟ والتعاون الوثيق بين العواصم الثلاثة كان ولايزال في قمته حتى في المسائل الخطيرة الأمنية والاستخباراتية
الم يكن محور باريس-الرباط- تل ابيب الذي تأسس أيضا سنة 1956 أكثر فاعلية وترابط واقوى تأثيرا من اليوم؟ وانشئت غرفة العمليات المشتركة “الكيدورسي الموساد المخزن” لتنسيق التعاون والدعم والمساندة بين الأطراف؟ والتعاون بين العواصم الثلاثة
الم تكن فرنسا متورطة بشكل مباشر الى جانب المغرب الى الحد الذي تدخلت في الحرب بشكل مباشر بطائراتها ضد المقاتلين الصحراويين سنة 1978؟
الم تكن الولايات المتحدة الأميركية متورطة بشكل مباشر الى جانب المغرب واغدقت عليه بالسلح والخبرة والدعم الدبلوماسي والسياسي والعسكري الى ابعد حد ممكن.؟
الم تكن إسرائيل متورطة بشكل مباشر الى جانب المغرب وكان خبراءها يشرفون على العمليات العسكرية بشكل مباشر ويشرفون على تدريب الجيش المغربي بقاعدة فاس واكادير وبوزكارن وأشرف خبرائها على بناء جدار الذل والعار؟
الم تكن اسبانيا في تلك الفترة متورطة الى جانب المغرب لدرجة كانت تمده بالمعلومات الاستخباراتية حول الجبهة وتدعمه بالخبراء والمخبرين وحتى السلاح في عهد فيليبي غونساليس بشكل مباشر؟
ماذا نسمى هذه العلاقات اذن؟ اليست اعترافا وتورطا مباشرا أكثر خطورة من تغرده او تصريح او رسالة تعلن علنا الاعتراف؟
ولولا هذين المحورين الى جانب محور الخليج الرباط تل ابيب، كانت القضية الصحراوية ستتأخر في الحل الى هذا الحد مع انها قضية تصفية استعمار واضحة وسهلة يتم حلها ببساطة من خلال استفتاء حر عادل ونزيه تنظمه وتشرف عليه الأمم المتحدة؟
لا يخفى على أحد ان القضية الصحراوية اليوم محصنة أكثر بسنوات ضوئية مما كانت عليه نهاية سبعينيات القرن الماضي وذلك من خلال الحقائق التالية:
• الوضع القانوني للقضية محدد بشكل واضح وصريح لذا الأمم المتحدة والقضية الصحراوية قضية تصفية استعمار مسجلة على قائمة الأقاليم والشعوب المستعمرة والأمم المتحدة على مستوى الجمعية العامة تتمسك بالملف وبمسؤوليتها في تصفية الاستعمار
• الراي الاستشاري لحكمة العدل الدولية الصادر يوم 16 أكتوبر 1975 لم يعد اليوم رايا بل حكما للمحكمة العليا التابعة للاتحاد الأوروبي ومحكمة حقوق الانسان والشعوب الافريقية يؤكد ان المغرب والصحراء الغربية اقليمان منفصلان ومتمازيان والمغرب لا يمتلك لا السيادة وحتى حتى سلطة قوة مديرة للإقليم بالصحراء الغربية وان حق الشعب الصحراوي في تصفية الاستعمار ثابت وغير قابل للتصرف
• الدولة الصحراوية اليوم حقيقة لا رجعة فيها وعضو مؤسس للاتحاد الافريقي الذي يتبناها كأخر مستعمرة افريقية وتتمتع بكامل الحقوق وتشارك في كافة القمم والنشاطات التي يقيمها الاتحاد الافريقي واساسا قمم الشراكة ولها علاقات مع عديد الدول بشكل ثنائي ولها حلفاء ولها دور فعال في الامن والاستقرار بالمنطقة
• المنتظم الدولي اليوم أكثر وعي وأكثر تعاطف وتضامن مع كفاح شعبنا وقناعة بعدالة قضيتنا ومدعومة بحركة تضامنية واسعة عبر العالم والمنظمات الحقوقية الدولية والمجتمع المدني الدولي
• والاهم ان الشعب الصحراوي اليوم أكثر وعي وأكثر وحدة وأكثر التفاف وتمسك بممثله الشرعي والوحيد ورائدة كفاحه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
لكن السؤال الجوهري الحالي هو لماذا هذه تعلن هذه الاعترافات المعلنة اليوم وبعد استئناف الكفاح المسلح وهي أصلا كانت قائمة؟ ورغم ان القرار لن يغير من الضوع القانوني للقضية ولا قيمة قانونية ولاشرعية له لماذا تعلنه هذه الدول في هذه المرحلة بالذات وخصوصا إذا ما اخذنا في الاعتبار ّ:
• ان الولايات المتحدة الامريكية ترمي بمصداقيتها على المحك وهي البلد العضو الدائم بمجلس الامن منذ تأسيس الأمم المتحدة , سيدة النظام العالمي الجديد ومركز القوة العالمية والفاعل الرئيسي في السياسة الدولية وزعيمة العولمة واغنى دولة في العام وصاحبة اقوى جيش وثقافتها الأكثر نفوذا و تستند ثوابت سياستها الخارجية على قيم محددة عمادها إلى قيم: الديمقراطية والسوق الحرة وسيادة القانون و أولوية حقوق الإنسان و الدفاع عن الأمن العالمي ، الدولة الميالة للحلول الوسط التي تنال رضا معظم الأطراف، من خلال المفاوضات والاتفاقيات الدولية وتعمل على العمل المشترك تحت المظلة الدولية ورعاية المؤسسات الدولية المشتركة كالأمم المتحدة ومن أهدافها الرسمية المعلنة أيضا بناء ودعم عالم أكثر ديمقراطية وأمنًا وازدهارًا لصالح الشعب الأمريكي والمجتمع الدولي
• وفرنسا مهد الديمقراطية وحقوق الانسان وسيادة القانون، العضو المؤسس لمنظمة الأمم المتحدة والبلد الدائم العضوية في مجلس الأمن والمحرك الرئيس في الدفاع عن القانون الولي والشرعية الدولية المدافع عن إعطاء الأمم المتحدة دورًا طموحًا وفعّالًا يقوم على القانون الدولي وتوافق الآراء المعارضة للجوء الأحادي الجانب إلى استعمال القوة في خلال الأزمة العراقية في عام 2003، ودافعت عن تولي الأمم المتحدة دورًا مركزيًا في هذه الأزمة و تلتزم رسميا على مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان أينما ارتكبت، وتحارب إفلات منتهكي حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني من العقاب، والاحتجاز التعسفي، والاختفاء القسري، وتدافع عن احترام حقوق المرأة، ومكافحة تجنيد الأطفال، وكذلك مكافحة التمييز المستند إلى الميل الجنسي والهوية الجنسانية. وساهمت بشكل كبير في إنشاء المحكمة الجنائية الدولية وكانت في طليعة الدول التي صدّقت على نظامها الأساسي.
• واسبانيا تتبنى نفس المواقف واساسا ان الحكومة اشتراكية يسارية تدافع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها وهي القوة المديرة للإقليم التي تقع عليها مسؤولية ما حدث بالصحراء الغربية ومهددة بالإجراءات القانونية وتعمل على ان تكون باب أوروبا على افريقيا
• وإسرائيل المتورطة في احتلال فلسطين ومدانة دوليا وتبحث عن تشريع لاحتلالها وتعمل على ان تظهر العدالة والديمقراطية واحترام الشعوب وما الى ذلك
الجواب واضح جدا
ان فشل المحتل المغربي وحلفائه هؤلاء بالذات في:
• القضاء على الشعب الصحراوي عسكريا رغم تحالفهم وقوتهم واموالهم في المرحلة الأولى
• فشلهم في فرض الاستفتاء التأكيدي لتشريع الاحتلال في المرحلة الثانية
• فشلهم في تفكيك صفوف الشعب الصحراوي والمراهنة على عامل الزمن (29سنة) وإخراج القضية عن مسارها القنوني والقفز على حقنا من خلال مجلس الامن والأمانة العامة للأمم المتحدة وضغطهم الدولي في المرحلة الثالثة
• استئناف الكفاح المسلح الذي افراغ خططهم من محتواها وافشال كافة مساعيهم
• محاصرتهم بمعركتي الثروات الطبيعة وحقوق الانسان وقوة مقاومة الشعب الصحراوي وصموده واصراره على مواصلة كفاحه لتحقيقه هدفه الوحيد والاوحد استكمال السيادة
• حاصر المحتل وعزله جهويا وقاريا ودوليا مع تأزم أوضاعه الداخلية وتهديد العرش الملكي بسب الواقع الخطير الذي يمر منه المغرب اليوم أساسا وضعه الاقتصادي والمالي والاجتماعي والسياسي
• هزيمته وفشله في الحرب الدائرة اليوم رغم الطائرات المسيرة التي كان من يسرها هم الخبراء الإسرائيليين والدليل انه أيام الحرب في غزة لم تسجل ولا طلعة من طلعات هذه الطائرات
هذه هي العوامل الأساسية وراء هذه القرارات الفارغة التي قد تفيد، فقوة الشعب الصحراوي الذاتية هي التي دفعت بهؤلاء الأعداء الذين كانوا مختفين الى حد ما للظهور، بل والتضحية بمكانهم الدولية (الويلات المتحدة الامريكية وفرنسا) واعلان اعترافات هي اشبه بالقنصليات الوهمية التي يحاول بها المغرب تمويه الفشل امام اعين رائيه الداخلي، وكل اعتراف جاء في ظرف معين
فاعتراف دولاند ترامب جاء لنجدة نظام محمد السادس وتوجيه انظار المغاربة عن الحرب
واعتراف سانشيز جاء في الظرف الذي أصبح فيه اعتراف ترامب نقمة على طموحات المغرب التوسعية وأصبح يشكل رائيا داخليا قويا في المغرب
واعتراف بنيامين نتنياهو جاء قبل عيد العرش وفي ظل ظرفية لا يمكن للملك فيها الظهور امام المغاربة بسبب سوء الأوضاع المعيشية وارتفاع المديونية والتساؤل عما جناه المغرب من معاهدة ابراهام في ظل تصاعد وتيرة القمع إسرائيلي في فلسطين والاحراج الذي تسبب فيه ذلك للشعب المغربي امام العرب والمسلمين
يعني انها اعترافات مرحلية بدون قيمة قانونية ولا شرعية وتهدف الى تمكين النظام التوسعي المغربي من تجاوز مراحل محددة لا غير
فمنذ البداية كنا ونزال نواجه المحتل الغازي المغربي من الحسن الثاني الى محمد السادس
ومنذ البداية كنا ولا نزال نواجه الولايات المتحدة الامريكية من هينري كيسينجر الى بايدن
ومنذ البادية كنا ولانزال نواجه فرنسا من فاليري جيسكار ديستان الى ماكرون
ومنذ البداية كنا ولا نزال نواجه إسرائيل من غولدا مايير الى بنيامين نتنياهو
ومنذ البداية كنا نواجه اسبانيا الخبيثة من من خوان كارلوس و أدولفو سواريز غونزاليس الى فيليبي وسانشيز
نحن نواجه دول الخليج ومالها ودعمها للغازي الارهابي التوسعي المغربي
نعم نحن أعظم من كل هؤلاء ولم ولن نستسلم حتى تحقيق ارادتنا كاملة غير منقوصة
وقد انتصرنا ومكننا العالم من حقيقة المحتلين لأراضينا، وافشلنا كافة خططهم وسياساتهم وما بقي غير المزيد من التصعيد والتماسك والتلاحم والالتفاف حول رائدة الكفاح والتمسك بالثوابت وتجسيد شعار المؤتمر الشعبي العام السادس عشر: تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السياسية
تعليقات
إرسال تعليق