التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجلس الأمن مطالب بإتخاذ خطوات ملموسة لتمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والإستقلال " (دبلوماسي صحراوي)


 نيويورك (الأمم المتحدة) ، 16 أبريل 2024 (واص)- أكد الدكتور سيدي محمد عمار, ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "المينورسو" أن كل المطلوب اليوم من مجلس الأمن الدولي هو اتخاذ خطوات ملموسة لتمكين بعثة (المينورسو) من التنفيذ الكامل لولايتها ومنح الشعب الصحراوي حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.

وعشية جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء الغربية, أوضح السيد سيدي عمار لوأج, بأن مجلس الأمن الدولي قام بإنشاء "المينورسو" تحت سلطته, في أبريل 1991, بعد موافقة طرفي النزاع على خطة التسوية الأممية الأفريقية في أغسطس 1988, بولاية واضحة ومحددة هي تنظيم استفتاء تقرير المصير دون قيود إدارية أو عسكرية وحسب خطة مسبوقة بوقف لإطلاق النار.

ومنذ ذلك الوقت, يقول السيد سيدي محمد عمار, دأب المجلس على تمديد ولاية "المينورسو" دون الوصول إلى تنظيم لإستفتاء تقرير المصير, بسبب حالة الجمود التي توجد فيها عملية السلام والتي تعود بالدرجة الأولى إلى "عرقلة الاحتلال المغربي و تقاعس مجلس الأمن, تحت تأثير بعض من أعضائه الفاعلين".

وشدد ممثل جبهة البوليساريو على أن إستفتاء تقرير المصير يبقى "السبيل الوحيد المؤدي إلى الحل السلمي والعادل والدائم لقضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية", مضيفا بأن "ما عدا ذلك, فهو مجرد الدوران في حلقة مقاربة الغموض الهدام التي تحاول من خلالها بعض الأطراف تمييع الطبيعة الدولية للقضية الصحراوية وإطالة معاناة الشعب الصحراوي, ظنا منها أن جرائم دولة الاحتلال ستسقط بالتقادم".

وهنا جدد ممثل جبهة البوليساريو التأكيد على أن "الشعب الصحراوي مصمم على استرجاع سيادته على كامل ترابه الوطني مهما كلف ذلك من ثمن".

وخلال تطرقه لدور المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء الغربية لإعادة بعث مسار السلام, قال السفير الصحراوي بأنه "رغم المجهودات التي يقوم بها المبعوث الشخصي لتفعيل العملية السلمية, غير أن المشكل الجوهري ما زال قائما بسبب التلازم بين غياب الإرادة السياسية لدى دولة الاحتلال المغربية وتقاعس مجلس الأمن الدولي عن ضمان التنفيذ الكامل لولاية المينورسو". وبالتالي, يضيف السفير الصحراوي, فإن سعي بعض الأطراف لحصر دور مجلس الأمن في "دعم مجهودات المبعوث الشخصي" ما هو إلا "محاولة لتبرير هذا التقاعس وتحويل مركز ثقل إدارة عملية السلام من المجلس إلى المبعوث الشخصي".

انضمام الجزائر لمجلس الأمن قيمة مضافة لتحقيق الأمن والسلم والاستقرار

وفي رده على سؤال حول الدور المنتظر اليوم من الجزائر بعد توليها عضوية غير دائمة بمجلس الأمن الدولي, قال السفير أنه "من المهم التذكير بمضمون كلمة رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, أمام الدورة الماضية للجمعية العامة للأمم المتحدة التي أكد فيها أن الجزائر ستنضم إلى مجلس الأمن حاملة لآمال شعوب القارة الإفريقية والمنطقة العربية, وأنها تعي ثمن انتزاع الحرية ولن تتخلى عن مساندة القضايا العادلة".

كما حملت كلمة الرئيس تبون تطلع الجزائر إلى الوصول لتصفية نهائية لظاهرة الاستعمار من الصحراء الغربية, آخر مستعمرة إفريقية, حيث لا يزال شعبها محروما من حقه الأساسي في تقرير المصير عبر استفتاء حر ونزيه يتوافق مع خطة التسوية الأممية-الإفريقية التي أعتمدها مجلس الأمن سنة 1991 ووافق عليها الطرفان والتي تظل تنتظر التطبيق.

واعتبر ممثل الجبهة أن كلمة الرئيس تبون تضمنت تعبيرا واضحا وقويا عن موقف الجزائر التاريخي والثابت في مساندة ودعم قضايا الشعوب المضطهدة التي تكافح من أجل التحرر وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والصحراوية, وهو ما أظهرته الجزائر بالملموس منذ اليوم الأول لتوليها العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن في يناير من هذا العام.

ونوه السفير الصحراوي بأن الجزائر قامت "بمجهودات كبيرة" لوقف العدوان الصهيوني الغاشم على غزة رغم معارضة البعض داخل مجلس الأمن, إلى أن كللت جهودها بتبني المجلس لقراره 2728 (2024) بدعم 14 عضوا وهذا ما يؤكد أن "انضمام الجزائر لمجلس الأمن يشكل قيمة مضافة كبيرة لما لها من دور محوري في العمل من أجل تحقيق الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي والدفاع القوي عن ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها".

وعن المكاسب الدبلوماسية التي تمكنت الدبلوماسية الصحراوية من تحقيقها الى غاية اليوم, أشار إلى أن المكسب الأهم على المستوى الأفريقي "يكمن في استمرار تعزيز مكانة وحضور الجمهورية العربية الصحراوية القوي في الاتحاد الأفريقي وعبر شراكاته الدولية. كما يبقى حفاظ الجمهورية الصحراوية على المركز الدولي للقضية الصحراوية كقضية تصفية استعمار على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وهيئاتها ذات الصلة مكسبا هاما للشعب الصحراوي".

وخلال استعراضه للدور الأمريكي في مجلس الأمن الدولي, قال السفير عمار أنه بصفتها "حاملة القلم" حول القضية الصحراوية, فإنها مطالبة بأن تصبح "مساهما جديا ومحايدا في التوصل إلى الحل العادل والدائم الذي لا يمكن أن يقوم إلا على أساس ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير والاستقلال. (واص)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاب الجزائري الموثر محمد دومير يصنع الحدث في ملف الصحراء الغربية

 ‏بعد التحقق من المعلومات الواردة في عدة وثائق تثبت استقلالية الصحراء الغربية تاريخيا، بما في ذلك رسائل ومعاهدات سلاطين مراكش. قمت بإرسالها للجنة الرابعة للامم المتحدة لانهاء الاستعمار، و طلبت أن أعرضها بقاعة الاجتماعات هذا الأسبوع أمام كل العالم..  انتظرونا من نيويورك

مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية: البوليساريو انتهجوا وسائل قانونية للمقاومة وعملوا على بناء مؤسسات دولة ديمقراطية وشاملة وكسبوا ثقة العالم.

 نشرت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية مقالًا للكاتبة هانا راي أرمسترونج تناولت فيه السياسات التي يمكن أن تنتهجها إدارة بايدن لحل النزاع بشأن الصحراء الغربية. تستهل الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وَقَّع إعلانًا (أحادي الجانب) في ديسمبر  2020 يعترف بالسيادة المغربية على منطقة تبلغ مساحتها 100 ألف ميل مربع متنازع عليها منذ نصف قرن: الصحراء الغربية، ماضيًا بذلك في عكس اتجاه سياسة أمريكية طويلة الأمد بالتزام الحياد في المواجهة بين الحكومة المغربية، وجبهة البوليساريو، التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية. ونوَّهت الكاتبة إلى أن ترامب أيَّد مطالبة المغرب بالسيادة على الصحراء مقابل تطبيع الرباط لعلاقاتها مع إسرائيل، والانضمام إلى اتفاقات أبراهام. وتسببت هذه المقايضة في انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار؛ مما أدَّى إلى تجدد القتال، وتزايد التوترات في المنطقة. وتلفت الكاتبة إلى أن الأمم المتحدة تحاول استئناف عملية سياسية من شأنها التغلب على المأزق الحالي، ورفضت المغرب تنفيذ استفتاء شعبي تدعمه الأمم المتحدة من شأنه أن يحدد وضع الصحراء الغربية، وبدلًا عن ذلك قدَّم المغر...

أبي بشراي البشير يؤكد " القرار الصادر عن القسم القانوني في مجلس الإتحاد الأوروبي مهم للغاية ويؤكد القراءة السليمة لقرار محكمة العدل الأوروبية

  الشهيد للحافظ ، 02 فبراير 2025 (واص) -  أكد ممثل  جبهة البوليساريو لدى سويسرا والأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف, السفير أبي بشراي البشير, أن الرأي الصادر عن القسم القانوني في مجلس الاتحاد الأوروبي "مهم للغاية" لأنه يؤكد "القراءة السليمة لقرارات محكمة العدل الأوروبية الصادرة يوم 4 أكتوبر 2024 والتي تم بموجبها رفض طعون المفوضية والمجلس ضد قرار المحكمة العامة ليوم 29 سبتمبر 2021 وتأكيد قرار إلغاء الاتفاقيات بين المغرب والاتحاد الأوروبي.  وذلك - يضيف الدبلوماسي الصحراوي - بسبب شموليتها  اللاشرعية للصحراء الغربية, وهي الإقليم المتمايز والمنفصل عن المملكة المغربية, دون الحصول على موافقة الشعب الصحراوي المعني الحصري بالحق في تقرير المصير, وبالتالي السيادة على الإقليم وثرواته". وأضاف في تصريح لو" واج "  أن "هذا الرأي القانوني يعزز الانطباع الحاصل لدى الأوروبيين بتقلص هامش المناورة أمام المفوضية في محاولاتها الدائمة للقفز على قرارات العدالة الأوروبية, ويحمل رسالة واضحة إلى المفوضية بضرورة احترام تلك القرارات والالتزام بمحتواها". كما شدد الدبلوماسي ...