مرت العلاقة بين الشعب الصحراوي و”المخزن” المغربي بمراحل متعددة، كان عنوانها الأبرز: نكث العهود، والغدر، والخيانة. وفيما يلي أبرز المحطات التي تعكس هذا المسار:
1. عملية المكنسة (10 – 25 فبراير 1958)
شهدت هذه العملية أول تحالف بين جيش التحرير الموالي للمخزن من جهة، وفرنسا وإسبانيا من جهة أخرى، ضد المقاومة الصحراوية التي رفضت أن تكون جزءًا من الجيش المغربي الحديث قبل تحرير أرضها.
2. اتفاق التقسيم الثلاثي
عُقد اتفاق ثلاثي بين المغرب، والاستعمار الإسباني، والنظام الموريتاني بقيادة ولد داداه، لتقسيم الصحراء الغربية دون الرجوع إلى إرادة الشعب الصحراوي، الذي كان يخوض حربًا ضد الاستعمار الإسباني والغزو المغربي، ما أدى إلى تشريده خارج وطنه.
3. مفاوضات 1978
في عام 1978، جرت مفاوضات بين وفد من الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ووفد مغربي. تزامنت هذه المفاوضات مع وفاة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، ما دفع الوفد المغربي إلى الانسحاب المفاجئ، بعد تلقيه أوامر مباشرة من الملك الحسن الثاني، معتقدًا أن القضية الصحراوية ستنتهي بوفاة بومدين.
4. خدعة حصار لمسيد
طلب الملك الحسن الثاني من الرئيس الجزائري آنذاك، الشاذلي بن جديد، التوسّط لدى الجيش الشعبي الصحراوي لفك الحصار عن القوات المغربية المحاصَرة في لمسيد، متعهدًا ببدء مفاوضات سلمية. لكن الهدف الحقيقي كان فقط إنقاذ القوات المغربية من الهلاك، دون نية جادة للدخول في مفاوضات، مما مثّل خديعة جديدة.
5. سراب الاستفتاء
طُرح مشروع الاستفتاء لتقرير المصير كحل سياسي عادل، لكنه تحوّل إلى مؤامرة دولية شاركت فيها قوى كبرى بالتنسيق مع الاحتلال المغربي، بهدف كسب الوقت وفرض الأمر الواقع، على حساب تطلعات الشعب الصحراوي.
6. مخيم كديم إزيك (2010)
أُقيم المخيم بشكل سلمي للمطالبة بحقوق اجتماعية عادلة للعائلات الصحراوية المهمشة، وسط وعود من سلطات الاحتلال بحل هذه المشاكل. لكن تلك الوعود انتهت بتفكيك المخيم بالقوة فجرًا، واعتقال العشرات من النشطاء الصحراويين، الذين صدرت بحقهم أحكام جائرة، في مشهد أعاد إلى الأذهان أساليب القمع الاستعماري.
السؤال المطروح:
كيف يمكن للشعب الصحراوي أن يثق بأي اتفاق مع نظام عُرف بالغدر، ونكث العهود، والتآمر على تطلعاته المشروعة
تعليقات
إرسال تعليق