معركة كلتة زمور الأولى 13 أكتوبر 1981: بين يانفو شمال غرب إفريقيا تغيّر موازين الحرب في الصحراء الغربية
معركة كلتة زمور الأولى 13 أكتوبر 1981: بين يانفو شمال غرب إفريقيا تغيّر موازين الحرب في الصحراء الغربية
تُعدّ معركة كلتة زمور الأولى، التي اندلعت في 13 أكتوبر 1981، واحدة من أبرز المحطات المفصلية في حرب الصحراء الغربية، حيث مثّلت لحظة فارقة في ميزان القوى بين الجيش الشعبي الصحراوي والقوات المغربية، ومن بين العمليات التي تسببت في هزيمة استراتيجية للقوات المغربية لا تزال تداعياتها مستمرة إلى يومنا هذا.
إدخال صواريخ سام-6 لأول مرة
ما ميّز هذه المعركة عن سابقاتها هو إدخال منظومة الدفاع الجوي السوفييتية سام-6 (KUB) إلى ساحة القتال. هذه المنظومة الحديثة، التي كانت تُلقّب بـ “أصابع الموت الثلاثة”، لم تكن الجزائر – الحليف الأساسي للصحراويين – قد حصلت عليها بعد.
تم تهريب الصواريخ قطعةً قطعة عبر ليبيا، بعمليات سرية دقيقة، قبل أن يُدرَّب أطقم صحراوية على تشغيلها بسرية تامة.
خسائر المغرب في يوم واحد
في اليوم الأول من المواجهة تكبّد الجيش المغربي خسائر غير مسبوقة:
• إسقاط طائرة نقل عسكرية أمريكية الصنع من نوع C-130 هيركوليس.
• إسقاط مقاتلة Mirage F1 فرنسية الصنع.
• إسقاط ثلاث طائرات إضافية من نوع ميراج و F-5، ليصل العدد إلى خمس طائرات في معركة واحدة فقط.
• أسر أكثر من 250 جندياً مغربياً.
• الاستيلاء على جميع معدات القوات المغربية في المنطقة، ولم ينجُ إلا من لاذ بالفرار.
هذه الخسائر شكّلت صدمة قوية للملك الحسن الثاني، الذي سارع إلى عقد جلسة طارئة للبرلمان، ووجّه رسائل عاجلة إلى الولايات المتحدة، فرنسا، والسعودية طلباً للدعم العسكري والسياسي.
ناقلات BMP لأول مرة في ساحة الصحراء
لم تقتصر المعركة على سلاح الجو فقط، بل شهدت أيضاً استخدام ناقلات الجنود المدرعة BMP لأول مرة من قِبل المقاتلين الصحراويين. هذا التطور دفع الملك الحسن الثاني إلى الادعاء بأن الجيش المغربي لا يحارب الصحراويين وحدهم، بل يواجه تدخلاً مباشراً من الجزائر أو كوبا أو حتى الاتحاد السوفياتي، في محاولة للتغطية على حجم الهزيمة. لكن الحقيقة أن التخطيط والتنفيذ كانا بأيادٍ وعقول صحراوية خالصة.
أصداء دولية واسعة
حظيت المعركة باهتمام واسع في الإعلام العالمي، حيث تناولتها كبرى الصحف مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز، التي أبرزت حجم الخسائر المغربية وحالة الارتباك في الرباط، إضافة إلى مطالب الملك المتكررة بزيادة الدعم العسكري الغربي:
• مقال واشنطن بوست – 5 نوفمبر 1981
• مقال نيويورك تايمز – 14 أكتوبر 1981
خلاصة
أثبتت معركة كلتة زمور الأولى أن الإرادة والابتكار قادران على قلب موازين القوى، حتى في مواجهة جيش مدجج بأحدث الأسلحة الغربية. فقد كانت المعركة مثالاً حياً على قدرة الصحراويين على خوض حرب حديثة بأساليب غير تقليدية، وهو ما جعلها محطة تاريخية في مسار الصراع
تعليقات
إرسال تعليق