معركة المحبس 14 أكتوبر 1979: ملحمة من ملاحم الكفاح الصحراوي
معركة المحبس 14 أكتوبر 1979: ملحمة من ملاحم الكفاح الصحراوي
المقدمة
تُعتبر معركة المحبس من أهم وأعنف المعارك التي خاضها جيش التحرير الشعبي الصحراوي ضد الجيش الغازي المغربي. فقد شكّلت هذه المعركة محطة مفصلية في مسار المقاومة المسلحة، حيث امتزجت فيها ضراوة القتال بكثافة النيران، وتعقّد التحصينات، مما جعلها من أصعب المعارك التي عرفها ميدان الشرف
⸻
الموقف العام قبل المعركة
مع نهاية السبعينات، بدأت القيادة العسكرية للجيش الشعبي الصحراوي تخطط لإزالة الحاميات المغربية التي كانت تمثل طوقًا محصنًا للتواجد العسكري في الجبهة الشمالية الشرقية من الإقليم المحتل. فقد اشتد الضغط على الاحتلال في الشمال والجنوب، وأصبح من الضروري تفكيك نقاط ارتكازه، خاصة في المناطق التالية:
• التفاريتي
• حوزة
• لبيرات
• المحبس
• اجديرية
وبعد هذه السلسلة من العمليات، انتقلت الاستراتيجية نحو الجنوب المغربي، حيث ركزت العمليات على مناطق اخنيفيس شمالًا، والمحاميد شرقًا، وصولًا إلى زاكورة في العمق
أهمية المحبس الاستراتيجية
تقع المحبس في منطقة حدودية حساسة ومكشوفة الأطراف، قليلة التداريس الطبيعية، ما جعلها ذات أهمية خاصة في الميدان العسكري. وتمثل نقطة تماس حدودية بين:
• الجمهورية الصحراوية وموريتانيا والجزائر من جهة،
• الجمهورية الصحراوية والجزائر والمغرب من جهة أخرى.
كانت الحامية المغربية في المحبس تتكون من أكثر من 6000 جندي، ينتمون إلى تشكيلات متعددة من القوات المسلحة المغربية. وقد استفادت هذه الحامية من ميزة قربها من مطارات الطيران الحربي المغربي، ما جعلها منطقة مريحة ومفتوحة للعمليات الجوية، وساعد الاحتلال كثيرًا في دعمها وتعزيزها.
سير المعركة ونتائجها
رغم كثافة النيران وصعوبة التحصينات، تمكّن مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي من اقتحام الحامية في معركة ضارية استمرت لساعات طويلة. وبفضل التنسيق العالي بين الوحدات المهاجمة، وسلاح الهندسة، والمدفعية، تمت السيطرة الكاملة على الموقع العسكري.
• تم احتلال حامية المحبس بالكامل.
• القضاء على التشكيلات المغربية المتواجدة داخلها.
• تحوّلت منطقة لحمادة إلى فضاء آمن لتمركز القوات الصحراوية.
• شكّل الانتصار في المحبس خطوة تمهيدية لمرحلة جديدة: نقل الحرب إلى عمق التراب المغربي
القيادة والتنظيم
قاد هذه الملحمة التاريخية قيادة مشتركة من الأركان العامة للجيش الشعبي الصحراوي، التي وضعت خطة دقيقة لمواجهة تفوق العدو العددي واللوجستي. واعتمدت الخطة على عنصر المفاجأة، والمناورة الذكية، وتكتيك الهجوم المركز على نقاط الضعف داخل الحامية.
لم تكن معركة المحبس مجرد مواجهة عسكرية عابرة، بل كانت تحولًا استراتيجيًا في مسار الكفاح المسلح للشعب الصحراوي. فقد أثبتت أن قوة الإرادة والتخطيط يمكنها أن تكسر جدار التفوق العددي والتكنولوجي للعدو. كما أنها رسخت حقيقة أن جيش التحرير الشعبي الصحراوي قادر ليس فقط على الدفاع، بل على المبادرة ونقل المعركة إلى عمق الأراضي المغربية.
إنها معركة ستظل محفورة في ذاكرة المقاومة، شاهدة على بطولات المقاتلين الصحراويين وتضحياتهم الجسام.
✍️ إعداد Mijek Media معلومات من صفحة المقاتل العربي عبد اللطيف
تعليقات
إرسال تعليق