الحرب القذرة ضد الشعب الصحراوي: المخدرات كأداة من حروب الجيل الخامس
1. مفهوم حروب الجيل الخامس
حروب الجيل الخامس هي صراعات غير تقليدية تستهدف العدو بأساليب غير مباشرة، دون مواجهات عسكرية صريحة. جوهرها هو تفكيك المجتمع من الداخل، وضرب بنيته القيمية والأخلاقية، بحيث يسقط قبل أن تُطلق رصاصة واحدة.
من أهم أسلحتها:
• نشر المخدرات والمؤثرات العقلية.
• إثارة الفتن الداخلية والانقسامات الاجتماعية.
• السيطرة على الإعلام والمحتوى الثقافي.
• استهداف الشباب باعتبارهم عماد المستقبل.
2. المخدرات والحبوب المهلوسة كسلاح
في الحالة الصحراوية، تتجلى هذه الحرب في إغراق المجتمع بالمخدرات والحبوب المهلوسة، خاصة بين الشباب، بهدف:
• ضرب الإرادة والقدرة على المقاومة.
• نشر الجريمة والانحراف الأخلاقي.
• تفكيك النسيج الاجتماعي.
• تحويل المجتمع إلى كيان ضعيف يسهل الهيمنة عليه.
3. الجذور التاريخية: من الريف إلى الصحراء
تاريخيًا، تشير بعض المعطيات إلى أن هذا النمط من التدمير الاجتماعي استُخدم أولًا داخل المغرب، خصوصًا في منطقة الريف، ثم امتد ليشمل المجتمع المغربي عامة. كان الهدف المعلن أو الضمني هو خلق مجتمع فاقد للقيم، ضعيف أمام السيطرة السياسية والاقتصادية.
ومع مرور الوقت، توسع هذا المخطط ليشمل:
• الشعب الصحراوي في مناطق النزاع.
• الموريتانيين في مناطق حدودية.
• الجزائريين في مناطق الجنوب الغربي.
4. تشابه مع حرب الأفيون
هذا السيناريو يشبه بشكل كبير ما حدث في حرب الأفيون بين بريطانيا والصين في القرن التاسع عشر:
• بعد حربَي الأفيون (1840–1842 و1856–1860) فُرض على الصين فتح موانئها أمام تجارة الأفيون البريطانية، ما أدى إلى انتشار الإدمان بشكل كارثي.
• احتاجت الصين لعقود للتخلص من هذا الوباء الاجتماعي، ولم تنجح إلا بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية سنة 1949، حين أطلق ماو تسي تونغ حملة وطنية حاسمة شملت:
1. تجريم صارم لتجارة الأفيون.
2. إعادة تأهيل المدمنين في مراكز إلزامية، مع دعم طبي ونفسي.
3. استبدال المحاصيل الزراعية وإعطاء الفلاحين بدائل اقتصادية.
4. تعبئة جماهيرية لربط الإدمان بالاستعمار والإذلال الوطني.
• خلال ثلاث سنوات فقط (1950–1953) تم القضاء شبه الكامل على الظاهرة.
5. الدروس المستفادة للصحراء والمنطقة
إذا كانت المخدرات تُستخدم اليوم ضد الشعب الصحراوي كجزء من حرب الجيل الخامس، فإن التجربة الصينية تقدم خارطة طريق لمواجهتها:
• حملة قانونية صارمة ضد المروجين والمهربين.
• برامج تأهيل واسعة للشباب المتأثرين بالمخدرات.
• مشاريع اقتصادية بديلة لخلق فرص عمل تقلل من الانخراط في شبكات التهريب.
• تعبئة وطنية لربط مكافحة المخدرات بالدفاع عن الكرامة والسيادة.
• تعاون إقليمي بين الصحراويين والموريتانيين والجزائريين لمواجهة التهديد المشترك.
✍️MijekMedia
تعليقات
إرسال تعليق