كيف كرّست الدولة الصحراوية الوحدة الوطنية
لم تكن الوحدة الوطنية الصحراوية مجرّد شعار أو محطة عابرة في مسار الثورة الصحراوية، بل كانت خيارًا استراتيجيًا وأحد أهم ركائز المشروع الوطني منذ انطلاقه. فالثورة، وهي تواجه التحديات التاريخية يوم 12 أكتوبر 1975، أسّست للوحدة الوطنية كإطار جامع لكل الصحراويين، ثم عملت الدولة الصحراوية على تكريسها وترسيخها عبر مختلف مؤسساتها ومشاريعها.
1. وحدة البدايات: من شعار إلى مشروع وطني
أدركت الثورة الصحراوية منذ انطلاقتها أن مواجهة التحديات الخارجية لا يمكن أن تتحقق إلا بجبهة داخلية موحّدة. لذلك لم تكتف بتأسيس الوحدة الوطنية في يوم الإعلان التاريخي، بل جعلتها جزءًا من المشروع الوطني، عبر إدماج جميع أطياف الشعب الصحراوي – بمختلف انتماءاتهم الاجتماعية والقبلية
في مؤسسات الدولة دون تمييز أو إقصاء.
2. تكافؤ الفرص أساس للوحدة
اعتمدت الدولة الصحراوية على مبدأ تكافؤ الفرص، وخاصة في مجال التعليم، باعتباره أداة عملية لترسيخ الوحدة الوطنية والقضاء على الفوارق الاجتماعية، دون الحاجة إلى سنّ قوانين أو اتخاذ إجراءات قسرية. فقد ساهم مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم في محاربة جميع مظاهر التفرقة والطبقية، وحتى العبودية التي كانت سائدة في المجتمع الصحراوي سابقًا. كما تم إشراك كافة فئات المجتمع في مختلف مواقع المسؤولية والتمثيل السياسي والإداري، مما عزّز الشعور بالانتماء الجماعي، وكرّس فكرة أن الدولة ملك لجميع الصحراويين دون استثناء.
3. الوحدة الوطنية في المؤسسات
تتجلى الوحدة الوطنية بوضوح في مؤسسات الدولة الصحراوية، حيث يظهر الانسجام بين مكونات المجتمع المختلفة. هذا الانسجام لم يأتِ صدفة، بل كان ثمرة سياسة واعية قائمة على إشراك الجميع، وتحويل التنوع الاجتماعي إلى مصدر قوة، أشبه بلوحة فسيفسائية متكاملة تعكس غنى المجتمع الصحراوي وتماسكه.
4. التعليم رافعة للوحدة
كان التعليم المجاني والمفتوح لكل أبناء الشعب الصحراوي من أبرز الآليات التي عزّزت الوحدة الوطنية. فالتعليم لم يقتصر على محو الأمية، بل ساهم في بناء وعي جماعي موحّد، وصاغ رؤية مشتركة للمستقبل بين مختلف الأجيال. وبذلك أصبح التعليم وسيلة لدمج الجميع في مشروع وطني واحد، بعيدًا عن التفرقة والانقسام.
لقد نجحت الدولة الصحراوية في نقل الوحدة الوطنية من مجرّد خطوة رمزية إلى استراتيجية عملية أثبتت فعاليتها عبر الزمن. وبفضل سياساتها القائمة على المساواة، وتكافؤ الفرص، والتعليم الشامل، تحوّلت الوحدة الوطنية إلى ركيزة أساسية لصمود الشعب الصحراوي وضمان استمرارية نضاله نحو الحرية والاستقلال.
وتُعتبر العدالة الاجتماعية، ومبدأ تكافؤ الفرص، والمساواة بين الجميع، وإعطاء كل ذي حق حقه، والتركيز على التربية العقائدية والتعلّم من أجل بناء الوعي الجماعي، من أهم الوسائل الكفيلة بالمحافظة على الوحدة الوطنية وترسيخها بشكل مستدام.✍️MijekMedia
تعليقات
إرسال تعليق