جوهر المشكل في المغرب
✊ أيها الأحرار المغاربة،
إنَّ جوهر المشكل في المغرب لا يكمن في مظاهر التطبيع فحسب، بل في طبيعة النظام السياسي القائم (المخزن)، الذي يمسك بخيوط الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويوجهها بما يخدم مصالحه الضيقة على حساب مصلحة الشعب والوطن.
لقد أثبت الواقع أن الحرية الحقيقية لا تُوهَب، بل تُنتَزَعُ بالتضحيات، في فلسطين، وفي المغرب، وفي الصحراء الغربية. فالحرية لا تُشترى بالوعود، ولا تُكتسب بالشعارات، بل تُنال بالنضال الواعي والمستمر من أجل الكرامة والعدالة.
أيها الأحرار،
إنَّ المخزن هو الجذر العميق لأزمات المغرب المزمنة، فهو:
• يقف وراء سياسات التجهيل والتفقير التي تُقصي المواطن وتُهمّش الشباب.
• ويساهم في تفشّي ظواهر الانحراف والمخدرات التي تُضعف الوعي الجمعي وتُفكّك الأسرة.
• ويرعى الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، حيث تتغوّل المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة.
• كما يعمل على طمس الهوية الإسلامية الأصيلة للشعب المغربي، واستبدالها بسياسات “الحرية الزائفة”، التي تُشرعن الانحلال الأخلاقي وتُقيد حرية الرأي والفكر، فيُلاحق الأحرار ويُسجن المصلحون.
إنَّ هذا النظام نفسه يقف وراء تشريد الشعب الصحراوي وحرمانه من حقه في الكرامة والعيش الآمن، وهو يمارس ازدواجية فاضحة بين ما يُعلَن من شعارات وما يُنفّذ على أرض الواقع.
واعلموا أنَّ الحرية والتحرر ثمنهما غالٍ، ولن يمنحكم المخزن حقوقكم طوعًا، لأن الأنظمة الاستبدادية لا تُقدّم الحرية إلا حين تُنتزع منها انتزاعًا.
يا أحرار المغرب،
إنَّ النضال من أجل إصلاح التعليم والصحة، ووقف التطبيع، وتحقيق العدالة الاجتماعية، لا يمكن أن يؤتي ثماره ما دام جوهر المشكل – أي النظام المخزني – قائمًا دون تغيير أو محاسبة.
فالتحرر لا يبدأ من الشعارات، بل من الوعي بعمق المشكل، والإصرار على بناء نظام عادل يُعبّر عن إرادة الشعب، ويضع كرامة الإنسان في صدارة الأولويات.
ولا يخدعنّكم القول إن المغرب نال استقلاله، فالمغرب لا يزال محتلًا بأوجهٍ مختلفة؛ من الاستعمار الفرنسي القديم واللوبيات الاقتصادية والسياسية الأجنبية، إلى النفوذ الصهيوني المتغلغل في مفاصل القرار. وهذه ليست نظريات، بل حقائق تعيشونها في تفاصيل حياتكم اليومية.
أيها الأحرار،
إنّ المطالبة بإصلاح التعليم والصحة والقضاء، أو إيقاف التطبيع، دون معالجة جوهر المشكل السياسي، ليست سوى خداع للذات، لأنّ أصل الداء هو النظام نفسه، الذي يُفرز كل هذه الأزمات ويُعيد إنتاجها.
فلنبدأ من الوعي، ولنجعل من التحرر هدفًا جامعًا لكل المغاربة الأحرار، ولنعلم أن الكرامة والسيادة لا تُمنح، بل تُنتزع بالنضال الواعي والمسؤول.
✊ عاشت كرامة الإنسان،
✊ وعاش النضال الحر،
✊ ولا حرية في ظل الاستبداد.✍️MijekMedia
تعليقات
إرسال تعليق