لم تكن معركة طوفان الأقصى مجرّد مواجهة عسكرية تقليدية بين مقاومة محاصَرة واحتلال مدجّج بالسلاح، بل كانت ـ في عمقها الاستراتيجي ـ زلزالًا سياسيًا وإعلاميًا أصاب السردية الإسرائيلية في مقتل، لا سيما داخل أهم ساحات دعمها: الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا . ليس أعظم ما حققته هذه المعركة هو الخسائر الاقتصادية الهائلة التي مُني بها الاحتلال ، ولا تحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين ، ولا حتى كشف زيف المنافقين والمتاجرين بالقضية ، ولا مجرد إعادة بعث الأمل في قلوب الشعوب بأن النصر ممكن رغم الفارق الهائل في القوة المادية ، بحسب منطق: ﴿كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرة بإذن الله﴾. بل إن أعظم ما تحقق فعلًا هو: تحطيم الأساس الأخطر من أسس التفوق الإسرائيلي: السيطرة على الرواية في الغرب. انهيار “القداسة السياسية” لإسرائيل في الوعي الغربي لسنوات طويلة، نجحت دولة الاحتلال في تسويق نفسها داخل الولايات المتحدة وأوروبا بوصفها “الضحية الدائمة” و“الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”، ...
مؤسسة اعلامية مهتمة بالقضية الصحراوية