مملكة الجنرال اليوطي : الاستثناء والريادة المزعومين
الجزء الاول
مؤخرا نظم المغرب بمدينة مراكش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، وذلك بهدفين أساسيين
الأول: التغطية على تورطه في الإرهاب والتسويق لما يسميه، "استراتيجيته فعالة، المتعددة الأبعاد وشاملة لمكافحة الإرهاب
ثانيا- كسب ود وتعاطف الغرب والحفاظ على تحالفه معه لحماية دوره الخبيث وإظهار أهميته في المنطقة والعالم
اثالثا : استغلال الحرب الجديدة لاستهداف الدول وابتزازها وتوريطها
الرابعة: ان يسكت أصوات المعارضين للنظام المغربي الجديد -القديم
فبعد احداث 11 سبتمبر2001 والهجوم الإرهابي على برج التجارة الأمريكي أعلن حلف الدول الغربية الى اعلان الحرب ضد الإرهاب وتحولت عقيدة الأمن القومية الامريكية المبنية على العداء للشيوعية إلى العداء للإسلام،
واستحدثت المصطلحات منها “محور الشر" (المقصود دول أفغانستان العراق، سوريا، إيران، اليمن، ليبيا، السودان، مالي، كوريا الشمالية وكوبا) وتهديد الدين للديمقراطية الغربية وتهديد محور الشر للسياسة والاقتصادي العالمي وما الى ذلك وركب المغرب الموجهة وأعلن هو أيضا الحرب على الإرهاب وبدأت ماكينة المخزن تشتغل على أربعة محاور:
1- التغطية على تورطه في الارهاب
يعمد المغرب دائما وبكل الطرق المتاحة، مدعوما بحفائه واساسا فرنسا والولايات المتحدة الامريكية واسبانيا ودول الخليج، الى تسويق صورة منافية تماما لواقعه وحقيقة نظامه المخزني والظهور بمظهر القائد للجهود الاقليمية والدولية لمكافحة الارهاب، وشبكات المخدرات والهجرة السرية والدعارة وغسيل الاموال وغيرها من الآفات بمنطقة الساحل والصحراء بشكل خاص، معتبرا ان تجربته في هذا المجال "رائدة" جعلت منه "بلدا مستقرا وامنا"
ويعمل دائما على تنظيم مؤتمرات واجتماعات وملتقيات حول هذه الملفات بالمغرب, واساسا بمدينة مراكش قبلة العالم للسياحة الجنسية والاستغلال الجنسي للأطفال ,اين تجهز الإقامة الملكية و قصر غرناطة وقصر اشبيليا وقصر البديع وفندق بابليون بالأساس بكل ما يشتهيه العين وما ترغب فيه الانفس واساسا انفس الغربيين المريضة وتحدث الكاميرات ويتحول رجال الامن الى خدم وحشم و نُدُل (جمع نادل) لتورط الضيوف وابتزازهم والتمكن من انتزاع تصاريح او مواقف بالقوة او بالرشوة وبالتوريط او بالابتزاز او باي من اساليبه الخبيثة من شخصيات او جمعيات او منظمات او هيئات ,وان لم يتمكن من تنظيمها بالمغرب يصر ويرشى ويبتز ليشارك فيها أينما نظمت ,وهدفه الأساسي هو الترويج لما يسميه الاستثناء المغربي وتسويق ما يقول عنه تجربته وريادته في كل المجالات ,في مجال مكافحة المخدرات كما في مجال حقوق الانسان وفي مجال الديمقراطية وفي مجال مكافحة الإرهاب وفي مجال محاربة الفساد وفي مجال محاربة تبييض الأموال وفي مجال محاربة الاتجار بالبشر واستغال الأطفال في السياحة الجنسية وتشغيل القاصرين وما الى ذلك
فتارة يعمل على ان يظهر بصفة المثال والقدوة والاستثناء في مكافحة المخدرات ومحاربة عصابات التهريب
وطورا يعمل على ان يظهر وكأنه القدوة والمتميز في محاربة الاتجار بالبشر ومكافحة الهجرة السرية
وأحيانا يعمل على ان يظهر وكأنه البلد الريادي في الجهود الدولية والاقليمية لمكافحة الارهاب،
والحقيقة هي ان المغرب يحاول ذر الضباب في اعين العالم والتغطية على ما يقوم به عمليا في تلك المجالات والمنافي تماما لما يعمل على الترويج له، كون هذه الاذرع هي أسس سياسة الابتزاز والضغط التي يمتلكها لتحقيق مطامحه
2- كسب ود حلف أمريكا وحلفائها ولعب دور الضحية وذلك من خلال
ا- افتعال خلايا إرهابية حيث شكل اول خلية إرهابية سنة 2002 وواصل تفريخ الخلايا ليصل عدد الخلايا التي فككتها المخابرات المغربية حتى 2022 ازيد من 210 خلية إرهابية، حسب الاحصائيات الرسمية التي تنشرها المخابرات المغربية بشكل رسمي أي بمعدل 10.5 خلية إرهابية في كل سنة و0.87 خلية شهريا، وتوقيف ما يزيد عن 4304 شخص وإحباط ما يزيد عن 500 مشروع تخريبي. فحطم المغرب رقما قياسيا في تفريخ وتفكيك الخلايا الإرهابية لدرجة انه اعطى اسم إرهابي سبق وأعلن عن مقتله بسوريا سنوات قبل ذلك وارهابي اخر معتقل بغوانتانامو كما ان لا أحد اطلع او سمع بنتائج التحقيق حول اية خلية تم تفكيكها او عملية إرهابية تم تنفذيها، بل انه مؤخرا ورغم ان المغرب اتهم الجزائر وزمجر وازبد وارعد حول عملية فندق اسني بمراكش سلمت الشرطة الفرنسية مطلع 2022 عبد الاله زياد المتهم الرئيسي في العملية والغريب ان قاضي التحقيق المغربي أفرج عنه بحجة تقادم كل التهم المنسوبة اليه مما يكد تورطها
ب- التخطيط لعمليات إرهابية في ظروف محددة تبقى ملفاتها غامضة ولا أحد يعرف نتائج التحقيق حولها ولا عن منفذيها، ومنها تفجيرات الدار البيضاء في 16 ماي 2003 ,تفجير مطعماً إسبانياً شهيراً، وفندقاً 5 نجوم، بالإضافة إلى مقبرة يهودية، عملية فندق أطلس اسني بمراكش في 24 من شهر اغسطس سنة 1994 ,نادي انتيرنيت بحي شعبي بمراكش في 2007 وتفجيرات قرب المركز الثقافي الأمريكي بالدار البيضاء في 14 ابريل 2007 واخر هذه المسرحيات كانت يوم 28 ابريل بمقهى سياحي بمدينة مراكش
ج- تفكيك الخلايا الإرهابية التي ينشئها قبل ان تقوم باي عملية وذلك لأقناع بسياسة الاستباقية التي يروج لها والخبرة واهمية الاعتماد عليه وعلى خبرته والتعاون معه، ولتقوية هذا التوجه أسس ما يسمى المكتب المركزي للأبحاث القضائية أو إف بي آي المغرب يلقب اختصاراً بـ(البسيج ) BCIJ وهو مكتب تابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تأسس في سنة 2015،
3- ستغلال الحرب الجديدة لاستهداف الدول وابتزازها وتوريطها
ا- فيما يتعلق بالتخطيط والاعداد الإعلامي وتمهيد الأجواء امام خططه الخبيثة
فان المخابرات المغربية تخطط جيدا للخلايا الوهمية، أي تختار الهدف والمكان والزمان حيث انه اذا كان الهدف تخويف أوروبا واساسا اسبانيا وابتزازها والضغط عليها وارغامها الخضوع لتوجهاته وأهدافه، فان الخلايا الوهمية تفكك عادة بمدن الشمال واساسا لفنيدق وطنجة وتطوان
اما اذا كان الهدف استهداف جبهة البوليساريو والعمل على الصاق تهمة الإرهاب بها ,فان الخلايا الوهمية تفكك بالعيون والسمارة وامكالا على جدار الذل والعار
اما إذا كان الهدف الجزائر كما يحدث مؤخرا فان الخلايا الوهمية تفكك في الراشدية ووجدة على الحدود مع الجزائر
ب- التنفيذ الميداني لخطط الإرهاب المغربي
بأوروبا: يكفي ان ننطلق من تفجيرات مدريد في 11 مارس 2004 والتي فجرها بالأدلة مغاربة، ومنذ ذاك التاريخ وحتى اليوم يشكل المغاربة 90 بالمائة من الانتحاريين الذين قاموا بتفجيرات دموية بأوروبا
بمناطق الصراع الأخرى: يكفي ان نطلع على اعتراف وزير الداخلية المغربي والذي اعترف بان ازيد من 2000 مغربيا يقاتلون في التنظيم الإرهابي بالعراق و أكثر من 1200 في التنظيم الإرهابي بسوريا، اغلبهم رهن الاعتقال لدا السلطات العراقية والسورية دون عد الأموات منهم ينضاف الى ذلك ما تنشره التقارير الاستخباراتية الدولية حول ارتفاع نسبة الإرهابيين المغاربة بمجموعة النصرة في ليبيا وبتنظيم داعش في شمال افريقيا, ومما يفضح تورط الدولة المغربية في ذلك تحويلهم مؤخرا للقتال مع أوكرانيا ضد روسيا ,أي تماشيا مع توجه الدولة المغربية في اطار توجهات حلفائها
فيما يتعلق بالجزائر, فمع تورط المغرب المباشر في الإرهاب الذي ضرب الجزائر خلال العشرية السوداء (شهادة العيادي) سواء من خلال تسليح الإرهابيين او من خلال احتضانهم وتدريبهم في مراكز خاصة بوجده او من خلال الفعل المباشر كما حدث خلال الاعتداء المباشر لإرهابيين مغاربة على مركز الدرك قرب بشار, ظل المغرب يعمل على تشويه سمعة الجزائر ومحاولة الصاق الإرهاب بالدولة الجزائرية وادخل عناصره الإرهابية لأثارة البلبلة وضرب وحدة الجزائر
اما فيما يخص جبهة البوليساريو، فبعد فشل الدعاية الإعلامية والترويج لربطها بالإرهاب، دخل بشكل مباشر
فأنشاء مجموعة التوحيد والجهاد واختطف المتعاونين الثلاثة من المخيمات في 22نوفمبر 2011 وجند
المدعو أبو الوليد الا ربط اسمه بالصحراوي وادخل مجموعاته الإرهابية لضرب العلاقة بين البوليساريو
والجزائر ونفذ عمليات شمال تندوف واتهم البوليساريو بالخلايا الإرهابية التي انشاها وساسا ما يسميه خلية
امكالا والعيون وذلك انه بالرغم من وجود قوات حفظ السلام " المينورسو" فان سلطات الاحتلال المغربية رفضت
مشاركتها في التحقيق ليبقى الموضوع غامضا وليلا تنكشف عمليات الاستخبارات المغربية
4- استغلال الإرهاب لضرب المعارضة الداخلية
في3 يونيو 2003 صادق البرلمان المغربي على مشروع قانون مكافحة الإرهاب وفي شهر سبتمبر 2014 تبنت الحكومة المغربية مشروع قانون جديد يهدف إلى تتميم التشريعات المتعلقة بمحاربة الإرهاب، كان الموضوع مرتب بأحكام لقمع كل راي يحاول معارضة سياسة المخزن، فأصبحت تهمة الإرهاب جاهزة وتزاوجت مع تهمة التخابر والعمل لصالح جهات اجنبية، تم إحداث ما سمي بالمعهد الملكي للأدلة والعلوم الجنائية التابع للمعهد الملكي للشرطة.
وفي سنة2018دشن محمد السادس معهدا للتكوين التخصصي بالديستي، يهدف الى تكوين شرطة متخصص في مجال الاستعلامات، ويتوفر هذا المعهد على أحدث الوسائل والتقنيات لاسيما في البحث الجنائي وعمليات الاستجواب والتقاط المكالمات. وتم ادخال برنامج بيغاسوس
عاد البوليس السياسي بقوة، وانطلقت التصفيات بواد الشراط تحت غطاء دهسة قطار (عبد الله باها واحمد الزايدي
وتمت ملاحقة الصحفي على انوزلا بتهمة الإرهاب، وقضية الناشط والمعارض ربيع الأبلق وقضية لناشط في حراك الريف المرتضى إعمراشا،وقضية "بلعيرج" التي ذهب ضحيتها ازيد من 35 معارض و الناشط المدني نور الدين العواج, والصحافي مصطفى الحسناوي. وقضية لصحافي المغربي حميد المهداوي وقضية بوشتى الشارف وعدد كبير من المعارضين والصحفيين الناقدين لنظام محمد السادس
.............. يتبع
محمد سالم احمد لعبيد
تعليقات
إرسال تعليق