تُصنف الدراما اليوم من أخطر الأدوات التي تستهدف المجتمعات ، وذلك بعد قيام الأنظمة بتوظيفها كأداة لتحقيق أهداف محددة قد تكون سياسية أو لتسميم معتقدات و عاداة المجتمع ، وفي حالة الصراع المغربي / الصحراوي فإن المخزن يستخدم الدراما و الكوميديا كوسيلة لنسف الطبيعة المحافظة للمجتمع الصحراوي كمدخل أساسي لتطبيق سياسات أخرى قادمة .
وكجزئية بسيطة ، يمكن طرح سؤال بسيط ، لماذا لم يدفع المخزن بوسائط إعلامه الشعبوية الضخمة لتشتغل داخل الصحراء الغربية ؟ ، لماذا لا تشتغل شوف تيفي مثلا داخل العيون و السمارة و بجدور و الداخلة ؟ ، لماذا خلق المخزن "وسائط محلية " واكتفى بها لسنوات ؟ . هي أسئلة يمكن الإجابة عنها من خلال التأمل الجيد في مضمون الدراما و الكوميديا المخزنية الموجهة للعنصر الصحراوي ، وهو مضمون يمهد ليكون المجتمع قابل لأفكار تمهد الطريق لتطبيع الصحراويين مع سلوكيات المجتمع المغربي ، وبالتالي لا تستغربوا غدا إن وجدتم شوف تيفي داخل شوارع العيون تعنون موادها المرئية ب ( ها الدرية الي شدوها البارح كتمارس الجنس مع صاحبها ) .
يشار أن المنهجية المغربية لتحقيق هذه الاهداف لا تعتمد على الدراما فقط ، بل يرافق ذلك عدة أساليب و منهجيات أخرى قد لا تظهر لنا حاليا و لكن نتائجها ستظهر في المستقبل القريب ، تماماً كبعض المتغيرات السلوكية و الفكرية التي طرأت على مجتمعنا دون أن ندري ، واكتفينا بالقول بعد فوات الأوان ( يخوتي رجلينا مالو الخير ) .
مبارك سيدأحمد مامين
تعليقات
إرسال تعليق