*بيان الأمين العام للرابطة العالمية للدعاة والمفكرين المسلمين لنصرة الشعب الصحراوي

  بسم الله الرحمن الرحيم

 ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ اَ۬لذِےٓ ءَاتَيْنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ اُ۬لشَّيْطَٰنُ فَكَانَ مِنَ اَ۬لْغَاوِينَۖ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَٰهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخْلَدَ إِلَي اَ۬لَارْضِ وَاتَّبَعَ هَو۪يٰهُۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ اِ۬لْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثَ اَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْۖ ذَٰلِكَ مَثَلُ اُ۬لْقَوْمِ اِ۬لذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۖ فَاقْصُصِ اِ۬لْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَۖ ﴿١٧٦﴾ سَآءَ مَثَلاً اِ۬لْقَوْمُ اُ۬لذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَۖ ﴿١٧٧﴾ مَنْ يَّهْدِ اِ۬للَّهُ فَهُوَ اَ۬لْمُهْتَدِےۖ وَمَنْ يُّضْلِلْ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ اُ۬لْخَٰسِرُونَۖ ﴿١٧٨))الأعراف

___________________

 *بيان الأمين العام للرابطة العالمية للدعاة والمفكرين المسلمين لنصرة الشعب الصحراوي.*

___________________

إطلع علينا منذ أيام السيد أحمد الريسوني من المغرب الأقصى والذي يشغل منصب رئيس  الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، بتصريح متلفز أفرغ فيه حمولة من الكلام  فاجأت الكثيرين وذلك لخروجها عن الآداب واللياقة والضوابط العامة الدينية والخلقية والشرعية أثناء حديثه عن حلم إمبراطورية المخزن المغربي في إعلان "جهاد مقدس" بزعمه لإستعادة أراضي دول الجوار وعودة أهلها بموجب "البيعة التاريخية" لحضن "أمير المؤمنين" ، وبهذه المناسبة  بإسم الشعب الصحراوي المظلوم والمكافح وأصالة عن نفسي ونيابة عن الرابطة العالمية للدعاة والمفكرين المسلمين لنصرة الشعب الصحراوي أدين وأشجب وأستنكر بأشد عبارات الرفض والإدانة والإحتجاج، هذا التصريح الهمجي البذيء من هذا الشخص الذي كان يفترض فيه أن يكون  شيخاً من أبر الناس قلباً وأبعده عن الفحش والقذارة وألزمه لحدود الشرع وتعاليم الدين الحنيف وأطوعوه لمراد الله سبحانه وتعالى في إحقاق الحق والدعوة للعدل والقسطاس المستقيم.

لقد أبان الريسوني عن عن سوء نيته وخبث سريرته وسواد طويته ، تجاه جيرانه في بلد المليون ونصف من الشهداء الجزائر الشامخة وفي الساقية الحمراء ووادي الذهب المحتلة من طرف زبانيته وفي بلاد شنقيط أرض الرباط ومنارة الجهاد ، وأعلن من عش الدبابير مملكة المخزن المتصهين دعوته لضم أراضي جيرانه والسطو والتسلط على ممتلكاتهم بإسم " جهاده المقدس " وإخضاعها بالقوة حتى يتسنى لأنذل وأخس ملوك الأرض إستكمال حلم إمبراطوريته "الشريفة" الممتدة إلى نهر السنغال ، والتي راودت أسلافه الهالكين من أمثال أحمد المنصور الذهبي ( السلطان لكحل) الذي تصدى المجاهدون الصحراويون لجيشه والحقوا به هزيمة مذلة بمنطقة (الفرسية) شمال شرق الساقية الحمراء ووادي الذهب فقتل من قتل وفر من بقي عائداً أدراجه من حيث أتى.

إن الرابطة العالمية للدعاة والمفكرين المسلمين لنصرة الشعب الصحراوي ، وهي تسجل مرة أخرى ما يحاك من المكر السيء من ذلك البلد المتآمر ضد جيرانه ،تتعجب وتستغرب بشدة أن هذا التصريح صادر عن رجل يتزعم الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهي هيئة يفترض أن تكون على قدر كبير من الحياد والتحصين حتى لاتستغل من طرف أنظمة العمالة للغرب والصهيونية العالمية، وجعلها مطية للظلم والعدوان وأداة لمآرب سياسية رخيصة في يد هؤلاء من أمثال الريسوني بيدق المخزن المغربي وعراب التطبيع بالمنطقة. 

لقد شهد التاريخ على سوء جيرة مملكة الفساد في المغرب ومعاملته لجيرانه وأشقائه وعدم مأمنهم من مكر سلاطينه وبوائقهم حيث تم  إشعال الحرائق والفتن وغزو الأراضي والإعتداء على أهلها والتواطؤ مع الحملات الإستعمارية في ما مضى، وفي الحاضر يعرف الجميع إعتدائه السافر على الجزائر الشقيقة وجراحها لم تندمل لخروجها لتوها منتصرة من حربها ضد فرنسا الغاشمة ،وماتعرض له الشعب الصحراوي سنة 1975م من إجتياح وحشي غادر وجرحه ينزف من جهاده ضد الغزو الإسباني الذي أجبره على الخروج والإستسلام ، ومعاناة  الاشقاء في موريتانيا  من اطماع وسطو نظام المخزن خاصة بعد تنكره لها وعدم الإعتراف بإستقلالها سنة 1960م ، ليتحول بعدها إلى مقر ومكان لعمالة وخدمة الغرب وتنفيذ إستراتجيته بشمال إفريقيا ثم يختتم المشهد بالتطبيع الصريح مع عدو الأمة الإسلامية الكيان الصهيوني الذي يغتصب أرض فلسطين ويدنس المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين 

إننا ننزه الشعب المغربي الشقيق ونربأ به من إعتناق مثل هذه الأفكار التوسعية التي روج لها آنذاك زعيم حزب الإستقلال علال الفاسي وبعض من أتباعه ولعل أحمد الريسوني من أنجبهم ، وندعوا أحرار المغرب وكافة قواه الحية إلى التبروء من هذه الأطروحات الإستعمارية والأطماع التي مازالت عالقة في أذهان بعض من تيارات  النخبة المغربية.      

وفي الختام نرفع أكف الضراعة إلى الله عز وجل أن يصلح حالنا ويأتي نفوسنا تقواها ويزكيها هو خير من زكاها ، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يبرم لأمة  محمد أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل الزيغ والضلال والفساد وينتقم فيه من أهل والظلم والعدوان والله تبارك وتعالى وليُّ ذلك والقادر عليه ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

        --------------------

الأمين العام للرابطة العالمية للدعاة والمفكرين المسلمين لنصرة الشعب الصحراوي : *الامام والداعية  المحجوب محمد سيدي.*