وداعا هنا لندن :
امس اعلن عن توقف الاذاعة الشهيرة ، بثها بلغات عدة منها لغة الفراهيدي وطاغور و كونفشيوس والشيرازي واخريات ، لاسباب اقتصادية !!
هذا التوقف هو فقد اخر لاشياء جميلة ، لنا معها ذكريات لاتنسي ، للاسف الشديد ، ولتتحول الي الرقمنة التي غزت حياتنا : هاتف ، وساعة ذكية ، وسيجار الاكتروني ، ومنصات نتفليكس وامازون ، ومباشر روتينهم اليومي ...
هذا الفقد لضربات ساعة لندن ، التي دقت منذ 1938 ، عاصرت حروب وزعماء ، وجيل الجد والاب والابن ، هو فقد لاشياء جميلة كالعربي وااجيل وقالت لي السمراء ، ورباعيات الخيام ...
الكل عندنا يتذكر المدفعي والازرق والكرمي ، من راعي الابل الي دكتور الجامعة ، بل يتذكر اسماء بعض المستمعين من ادغال افريقيا ...
وقتها كانت عبارة : قالتها لندن كافية للمصداقية ، كانت حديقة للمتعة ، وندوة للافادة ، وبحس فني راق ، لكفاءة موسوعية جدا ...
اليوم نفقد شي من ذواتنا ، رافقنا تحت طلحة بالناحية ، وبخيمة مخيم ، ووراء نوق البادية ، وبمنافي لاتتكلم لغة الضاد ...
للاسف الشديد كل يوم لنا فيه خسارة ، وخسارة اللسان والعقل والروح اكبر من خسارة رصيد وبطن ...
وداعا هنا لندن ، وداعا لذكريات الزمن الجميل ...
تبا لاقمار اصطناعية احدثت الرعب ببدوي زمور قبل ايام ، واخرى لصانع محتوى خريج اول ابتدائي ....
حمه عبدالفتاح
تعليقات
إرسال تعليق