تحل اليوم ذكرى استشهاد القائد الميداني ، رجل لا يُسأل عنه بين الرجال! إلا قيل؛ فقدنا ركنا أمينا، ورجل حرب خفي ، وعقلا مدبّرا لأبرز العمليات العسكرية الأخيرة خلف خطوط العدو..
تحل اليوم ذكرى استشهاد القائد الميداني ، رجل لا يُسأل عنه بين الرجال! إلا قيل؛ فقدنا ركنا أمينا، ورجل حرب خفي ، وعقلا مدبّرا لأبرز العمليات العسكرية الأخيرة خلف خطوط العدو..
ارتبط إسمه بعلميتي الكركرات أقصى جنوب الصحراء الغربية ، ليلة شفا الله بها صدورا مكلمومة ، وفي حين مازال زلزال الكركرات يرسل ارتداداته ، ظهر يقود وحدة خاصة من جيش التحرير ، في قطاع أتويزكي بعمق أرض العدو ، واقعة جعلت المخزن وجيشه أضحوكة أمام شعبهم، وأكدت قدرة المقاتل الصحراوي على الوصول إلى أكبادهم رغم الجدران الملغومة وأجهزة الانذار المتطورة والرادادات الإسرائيلية المنتشرة على طوله ..
عاش سالم لحبيب شداد ، ناكرا لذاته، محاربا شجاعا، كسر كل حواجز الخوف، وتسلل إلى جحور جيش المخزن ، فغنم أسلحتهم ووثائقهم وحتى مواشيهم وهم نيام، حتى باتت قصصه على كل لسان..
لم يستدرجه الرياء وتضخم الذات الى حجز مقعد دائم أمام عدسات الكاميرات أو في شاشات التلفار، وبالكاد كان يعرفه من يسمعون عنه ، حتى أنه شارك مجالسا تروي بعض قصصه المثيرة و الغريبة، دون أن يدركوا أن "رجل البوليساريو الخفي" كان أحد المستمعين ، دون أن يتعرفوا إليه!!
آخر عهدي به كان في قصف نفذته وحدات من جيش التحرير على قاعدة عسكرية مغربية في القطاع العملياتي للناحية العسكرية السابعة (ديسمبر 2020) .. وكان مايزال لصيق شخصيته غير المتكلفة بسِماتها التي لاتصدأ ، و خصال التواضع والترفع عن الصغائر و الصمت المطبق مع وجه بشوش سمح ترسم معالم كاريزمة فريدة من نوعها ، بلغت من الشجاعة و الجرأة على العدو مبلغا جعل كثيرين يعتقدون أن الرجل يسير تحت ظلال مقدسة ، أو بصحبة جنود خفاء لا تدركهم الأعين..
وحين أزفت ساعة الرحيل، أدركته اللحظة ، ميمنا وجهه بيت الله الحرام، ساجدا للرحمان، من بقعة أرض بذل فيها الغالي والنفيس، بين رفاقه في القطاع العملياتي للناحية العسكرية السادسة ، غير بعيد عن مركز انطلاقه ورفاقه إلى عملية تويزكي التاريخية..
نسأل الله له ولجميع شهداء ثورتنا المجيدة ، القبول في زمرة الشهداء المجتبين ، وأن يمد جيشنا من بعدهم بالمدد والإخلاص والقوة والنصر لشعبنا الصابر المكافح..
المجد والخلود للشهداء
المجد والخلود للشهداء والهزيمة والذل والعار للأعداء
ردحذف