بعدما زارني الأمل مستبشرا ذات مساء ينشد تهويده النصر..
أصحو اليوم على صوت منبه آخر لطالما اعتدته، إنه صوت إحدى أضلاع أحلامي وهي تتكسر لتعلن بداية يوم آخر تحت وطأة الاحتلال المغربي، ذلك الاحتلال الجاثم على قلوبنا نحن الصحراويون.
فمهما زرعنا من بساتين أحلام ستتعرض للاجتثاث، لكن ذلك لم يجعلها يوما أضغاث أحلام، لأني أؤمن حد اليقين بقدرة الذات الصحراية على إحقاق الحق وتحقيق المستحيلات وليس فقط الممكن، ولأني أنثى من رماد الحرب أستمد ذلك الأمل من عنفوان الأرض التي لا ترضى إلا بعناق خيرة أبنائها، لترسم لنا بمداد الدم طريق النصر المفروش بالبارود والمار عبر فوهات بنادقنا.
تلك البنادق التي لم تخطِ هدفاً قط، فرغم التكميم طيلة 30 سنة ظلت متمسكة بعهد ممتشقيها، تزأر اليوم كالأسد بميدان الرجال، معلنة أن زمن السلم قد ولى وبأن إحسان أخذ الثأر مرهون بجعل كافة ربوع الوطن مقبرة للغزاة، وبما نقدمه من تضحيات جسام، وذلك ما أكده الأب الروحي ملهم الجماهير وعبقري زمانه الشهيد البطل الولي مصطفى السيد حين قال إن "... ليل الاحتلال مرهون بما نقدمه من عمل وطني ينير دربنا الوعر".
لذا إن مقتضيات الواجب والوفاء للعهد، تقتضي السير على هدي من تسابقوا من أبناء وبنات شعبنا لنيل شرف الشهادة، وليتبارى في ذلك المتنافسون.
وليس عمل العكس بهدم مكتسبات حصنت بدماء الشهداء، وإحياء مستنقعات طالما تم الحسم معها، والعمل على تسطيح الوعي وإجهاض كل عمل ثوري وعرقلته خدمة لأجندات تطيل أمد الاحتلال وتغلغله، ومحاباته للاحتماء تحت عباءته في الخفاء، مقابل تصدر شرذمة من "بيادق الشبيحة" المشهد والإستفراد بالمواقع في غياب تام لتحمل المسؤولية..!!
EL Mammia Habibi من صفحة
تعليقات
إرسال تعليق