محمد راضي الليلي، كنت من أوائل المدونين المغاربة اللي كتب عليه بورتريه تعريفي قبل سنوات عديدة مباشرة من بعد ما وقع ليه المشكل الإداري و الطرد اللي تعرض ليه من التلفزيون الرسمي المغربي.
القصة ديالو الكل صار يعرفها القاصي و الداني، و الموضوع الوحيد و الأوحد اللي كيدوي فيه معروف حتى هو كذلك، لكن أنا هاد المرة غادي نتكلم على الجانب اللي كيهمني صراحة و كيشكل ليا مصدر إعجاب و إنبهار و اللي هو الشخصية فحذ ذاتها ديال محمد الراضي الليلي.
أنا واكبت عن كثب و طيلة هاد السنوات مراحل تطور شخصية الراضي الليلي، منذ أن كان ذلك المذيع الوديع اللي كان كيطلّ علينا في نشرة الأخبار الرئيسية كل مساء إلى أن
تحول إلى أشرس معارض إعلامي للمغرب و للنظام المغربي.
من أين جاء هذا الرجل بكل هذه الشجاعة و قوة التحمل، تحمل الضغط النفسي و التشهير و التنمر بالفوتوشوب صباح مساءا في مختلف وسائط التواصل الإجتماعي، تحمّل الحملات الإعلامية المتكررة في المواقع المغربية و كذلك تحمّل كمية السب بالكلام الساقط أثناء بثه لللايفات اليومية العديدة في التكتوك و اليوتوب و الفيسبوك.
فين دار هاد الفورماسيو باش ولّات عندو هاد الشخصية و هاد المناعة ضد كل هاد الضغط النفسي الرهيب اليومي؟
تخيل أن هذا الصحفي يبث لايفات يومية بدون توقف، ثلاث إلى أربع لايفات كل يوم، و ينشر منشورات و روابط على مدار الساعة في حساباته و هذا منذ أكثر من عشر سنوات، Non Stop منذ أن غادر المغرب نحو فرنسا و حصوله على اللجوء السياسي.
لم يتوقع أكثر المتشائمين أن يتحول هذا المذيع الوديع الهاديئ إلى شرارة لهيب لم تنطفئ منذ ذلك اليوم، لم يتوقع أكثر المتشائمين أن يتحول ظلم إداري صغير إلى بركان غضب و نار أتت على الأخضر و اليابس، الرجل خسر كل شيئ، عمله، إستقراره الوظيفي و العائلي، و بالتالي لم يعد لديه ما يخسره أكثر، و أظن حتى لو عرضت عليه فاطمة البارودي الأن منصبا رفيعا في التلفزيون الرسمي براتب خيالي لن يقبله، فقد أصدر الرجل قرارا بخراب مالطا بمن فيها و بمن عليها.
أن صراحة لا أحقد على محمد راضي الليلي و مواقفه من الصحراء و النظام تخصه و لا تخصني، و أعتبره نافذة إخبارية مهمة بالنسبة لي فيما يخص موضوع الصحراء الغربية الشائك، و أعتقد أننا خسرنا صحفيا و مذيعا رائعا آلفنا صوته لسنوات بسبب عدم كفاءة مديرة الأخبار في التلفزيون المغربي في إتخاذ القرار الحكيم و الصائب أنذاك، اللي أكاد أجزم أنها لم تتوقع حتى في أحلامها أن هادشي كامل غا يخرج من الراضي الليلي.
الراضي الليلي بالنسبة ليا كيبقا تجربة فريدة من نوعها غير مسبوقة فالمشهد الإعلامي المغربي و خاصها تتدرّس فالجامعات، لأنني مندهش و منبهر من هاد رباطة الجأش اللي عندو و هاد قوة الشخصية و المناعة اللي اكتسبها أنا اللي في بعض الأحيان تعليق بسيط أصادفه هنا أو هنالك فيه إساءة لشخصي يقدر بسبابو يدوز عندي بقية اليوم في مزاج سيئ للغاية.
تعليقات
إرسال تعليق