من هو الصحراوي المخلص لشعبه وقضيته؟
في عالم تتداخل فيه المصالح بالمبادئ، قد يصبح التمييز بين الصحراوي المخلص لقضيته وشعبه، وبين من يتخذ من الوطنية جسراً لتحقيق المناصب والامتيازات، أمرًا صعبًا. يشبه ذلك القصة القرآنية عن بني إسرائيل حينما تشابهت عليهم صفات البقرة، فضاع عليهم التمييز بين الحقائق.
لكن الإخلاص الحقيقي لا يحتاج إلى شعارات ولا يُقاس بالمناصب، بل يُعرف بالفعل والعمل. فالمخلص هو ذاك الذي يبذل وقته، ماله، وجهده، وحتى حياته، من أجل أن تنتصر قضية شعبه. الإخلاص هو أن تضع الوطن فوق المصالح الشخصية، وأن تعمل في الظل دون انتظار شكر أو منصب.
الشاب الطالب اعلي سالم مثال حي لهذا الإخلاص النقي، وهو ليس وحيدًا في هذا الطريق. هناك كثير من الصحراويين الشرفاء الذين يعملون ليلًا ونهارًا، بعيدين عن المناصب والامتيازات، يحملون همّ الوطن في قلوبهم، ويضحون بما يستطيعون من أجل كرامة شعبهم. هؤلاء هم الذين تصنع أياديهم المجد، بعيدًا عن الأضواء، لا تهمهم المكاسب، بل يهمهم أن يبقى الوطن شامخًا.
أما من يرتبط إخلاصه بالمناصب والامتيازات، فإن ولاءه يذوب مع أول اختبار حقيقي، ويتبخر إذا زالت عنه تلك المصالح. فالوطنية الصادقة ليست منصبًا ولا مكسبًا، بل هي ثبات على المبدأ، وتضحيات تُقدَّم دون مقابل، وإيمان بعدالة القضية مهما طال الزمن.
الصحراوي المخلص لقضيته هو الذي يبقى وفيًا، سواء كان في القمة أو في الصفوف الخلفية، لا يبيع مبادئه، ولا يساوم على حق شعبه، بل يرى أن كرامته الحقيقية هي في خدمة أرضه وشعبه دون انتظار مقابل
تعليقات
إرسال تعليق