التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

المسار الأممي بين الوهم والواقع: مكاسب التجربة الصحراوية

  المسار  الأممي بين الوهم والواقع: مكاسب التجربة الصحراوية المقدمة تُشكّل التجارب التاريخية محطات أساسية في مسار تطور الشعوب، إذ تمنحها القدرة على إدراك طبيعة الخصوم، وفهم آليات المجتمع الدولي، وبناء استراتيجيات مقاومة أكثر نضجاً. وفي الحالة الصحراوية، يُعدّ ما يُعرف بمخطط السلام الأممي (1991) مثالاً بارزاً على ذلك. فبينما كان يُقدَّم كإطار لتسوية النزاع بين الشعب الصحراوي ونظام المخزن في المغرب، اتضح عملياً أنه أداة لتأجيل الحلول وإدارة الصراع بما يخدم مصالح قوى إقليمية ودولية، الأمر الذي أكسب الشعب الصحراوي رصيداً تجريبياً ثميناً. الإشكالية رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على إطلاق خطة التسوية الأممية، لم يتحقق الهدف المعلن المتمثل في تنظيم استفتاء لتقرير المصير. هذا الفشل يطرح تساؤلات جوهرية: • كيف ساهم المخطط في إطالة أمد النزاع بدل حله؟ • وما طبيعة الرصيد التجريبي الذي راكمه الشعب الصحراوي خلال هذه المرحلة؟ • وكيف غيّر هذا الوعي الجديد أسلوبه في التعامل مع الخصوم ومع المجتمع الدولي؟ التحليل 1. البعد السياسي للخداع اعتمد المغرب منذ السبعينيات سياسة المناورة تجاه ا...

معركة مدينة لكويرة: ملحمة الاستبسال إلى آخر طلقة

  معركة  مدينة لكويرة: ملحمة الاستبسال إلى آخر طلقة ( من  10  إلى  20  ديسمبر  1975 م ) ( الجزء   الأول ) تبدو لكويرة اليوم أطلالًا وخرابًا مروعًا، كأنها قرية اجتاحها المغول ذات يوم. ففي 20 ديسمبر 1975م، أُعيدت لكويرة إلى عصور الظلام بفعل الدمار الأعمى والوحشي الذي ارتكبه المجرمون من فيالق موريتانيا والمغرب. تلك المدينة، التي كانت مرشحة لتكون من أجمل مدن وموانئ المحيط الأطلسي، تحولت إلى أنقاض. في اللهجة الحسانية، تعني كلمة “لكويرة” تصغيرًا لـ”الغارة”، وهي في العربية تعني المرتفع المنعزل في أرض منبسطة. تقع لكويرة في أقصى الجنوب الغربي من الصحراء الغربية، وتعد أقرب نقطة صحراوية إلى موريتانيا، إذ تبعد عن مدينة نواذيبو حوالي سبعة كيلومترات فقط. قبل خيانتهم، جمع الإسبان ممتلكاتهم الثمينة من المدينة، كما نقلوا رفات عشرين إسبانيًا كانوا مدفونين في مقبرتها. وفي 6 نوفمبر 1975م، حين غادر الإسبان لكويرة، دخلتها القوات الصحراوية، فاستقبلها السكان ورفع العلم الصحراوي فوق المباني الرسمية وفي الشوارع. بعد اتفاقية مدريد وتقسيم الصحراء الغربية، حيث مُنح الجنوب لمو...

الحرب القذرة ضد الشعب الصحراوي: المخدرات كأداة من حروب الجيل الخامس

  الحرب  القذرة ضد الشعب الصحراوي: المخدرات كأداة من حروب الجيل الخامس 1. مفهوم حروب الجيل الخامس حروب الجيل الخامس هي صراعات غير تقليدية تستهدف العدو بأساليب غير مباشرة، دون مواجهات عسكرية صريحة. جوهرها هو  تفكيك المجتمع من الداخل ، وضرب بنيته القيمية والأخلاقية، بحيث يسقط قبل أن تُطلق رصاصة واحدة. من أهم أسلحتها: • نشر المخدرات والمؤثرات العقلية. • إثارة الفتن الداخلية والانقسامات الاجتماعية. • السيطرة على الإعلام والمحتوى الثقافي. • استهداف الشباب باعتبارهم عماد المستقبل. 2. المخدرات والحبوب المهلوسة كسلاح في الحالة الصحراوية، تتجلى هذه الحرب في  إغراق المجتمع بالمخدرات والحبوب المهلوسة ، خاصة بين الشباب، بهدف: • ضرب الإرادة والقدرة على المقاومة. • نشر الجريمة والانحراف الأخلاقي. • تفكيك النسيج الاجتماعي. • تحويل المجتمع إلى كيان ضعيف يسهل الهيمنة عليه. 3. الجذور التاريخية: من الريف إلى الصحراء تاريخيًا، تشير بعض المعطيات إلى أن هذا النمط من التدمير الاجتماعي استُخدم أولًا داخل المغرب، خصوصًا في منطقة الريف، ثم امتد ليشمل المجتمع ال...