التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

موقف البرلمان البريطاني من أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية

  في جلسة برلمانية حديثة بمجلس العموم البريطاني بتاريخ 3 أكتوبر 2025، طرحت النائبة كيم جونسون (عن حزب العمال – ليفربول ريفرسايد) سؤالًا على وزيرة الدولة للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية، بشأن القيود المفروضة على حقوق الصحراويين في حرية التعبير، وحرية التجمع، والحق في التجمع السلمي داخل الأقاليم الخاضعة للسيطرة المغربية. وأكدت جونسون في مداخلتها على ضرورة أن تقوم الحكومة البريطانية بمخاطبة نظيرتها المغربية بشأن هذه الانتهاكات، والعمل على ضمان احترام الحقوق الأساسية للشعب الصحراوي. وردًا على هذا السؤال، أوضح هاميش فالكونر، وزير الدولة البرلماني المساعد بوزارة الخارجية والكومنولث والتنمية، أن الحكومة البريطانية تلتزم بدعم القانون الدولي، وتشجع على الحوار البنّاء بشأن العملية السياسية المتعلقة بـ الصحراء الغربية. وأشار فالكونر إلى أن المملكة المتحدة دعمت النصوص الواردة في قرارات مجلس الأمن الدولي، التي تحث الأطراف على تعزيز حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، بما في ذلك حرية التعبير والتجمع. كما أضاف أن المملكة المتحدة تشارك في حوار ثنائي حول حقوق الإنسان مع المغرب، ومن الم...

متى يحدث التغيير في المغرب؟

  متى  يحدث التغيير في المغرب؟ يشهد المغرب منذ عقودٍ طويلة جدلاً واسعاً حول طبيعة النظام السياسي، وأسباب تعثّر التنمية الحقيقية، واستمرار مظاهر الفقر والجهل والفساد. ورغم تعدّد الحكومات والوجوه السياسية التي تعاقبت على تسيير الشأن العام، فإنّ السؤال الجوهري ما يزال مطروحاً:  متى يحدث التغيير الحقيقي في المغرب؟ أولاً : شروط التغيير الجوهري يرى العديد من المفكرين والمحللين أنّ أيّ تغيير جذري في المغرب لن يتحقّق إلا من خلال مسارين رئيسيين: 1. انقلاب عسكري تقوده نخبة واعية ومسؤولة يمكن أن يكون هذا الإصلاح عبر إرادة وطنية تتبنّاها نخبة مثقفة وواعية تسعى بصدق إلى بناء دولة جديدة تُعيد ترتيب أولوياتها في مجالات التعليم، ومحاربة الفساد، ومكافحة المخدرات، وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس الشفافية والمساءلة والعدالة الاجتماعية. فالتربية والتعليم، على وجه الخصوص، يظلان الركيزة الأساسية لأي نهضة شاملة ومستقبلٍ أفضل للأجيال القادمة، وتأسيس جمهورية مغربية قائمة على العدالة الاجتماعية. 2. تطوّر الوعي الجمعي لدى الشعب المغربي لا يمكن أن يتحقّق أي تغيير دائم ما لم يواكبه تطوّر في الوعي ا...

كيف خدع “المخزن” المغاربة بدستور 2011 والحزب الإسلامي؟

  كيف  خدع “المخزن” المغاربة بدستور 2011 والحزب الإسلامي؟ مقدمة عند الحديث عن ما يُعرف بـ”الاستثناء المغربي” في سياق الربيع العربي، يبرز تساؤل جوهري: هل حقًا نجا المغرب من موجة التغيير بفعل “حكمة النظام”؟ أم أن ما حدث لم يكن سوى خدعة سياسية مُحكمة هدفها امتصاص الغضب الشعبي وإعادة إنتاج نفس البنية السلطوية بواجهة جديدة؟ هذا السؤال يطرح نفسه بقوة عند النظر إلى مسار الأحداث بعد  احتجاجات 20 فبراير 2011 ، مرورًا بصعود  حزب العدالة والتنمية  إلى الحكم، وانتهاءً بإقصائه بطريقة مدروسة أعادت ترتيب المشهد وفق ما يخدم مراكز القرار الحقيقية. كديم  إزيك: الشرارة التي تجاهلها العالم خلافًا لما يُروَّج، فإن شرارة الربيع العربي لم تندلع من تونس، بل بدأت في  مخيم كديم إزيك بالصحراء الغربية  في أكتوبر 2010، حيث خرج الآلاف من الصحراويين للمطالبة بالكرامة الاجتماعية والعدالة الاقتصادية. وقد أكّد المفكر الأمريكي  نعوم تشومسكي  أن ما جرى في كديم إزيك كان أول تمرّد شعبي ضد الاستبداد في المنطقة، وسبق سقوط نظام بن علي. لكن وسائل الإعلام الدولية والعربية  ت...

جوهر المشكل في المغرب

   جوهر المشكل في المغرب ✊ أيها الأحرار المغاربة، إنَّ  جوهر المشكل في المغرب  لا يكمن في مظاهر التطبيع فحسب، بل في  طبيعة النظام السياسي القائم (المخزن) ، الذي يمسك بخيوط الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويوجهها بما يخدم مصالحه الضيقة على حساب مصلحة الشعب والوطن. لقد أثبت الواقع أن  الحرية الحقيقية لا تُوهَب، بل تُنتَزَعُ بالتضحيات ، في فلسطين، وفي المغرب، وفي الصحراء الغربية. فالحرية لا تُشترى بالوعود، ولا تُكتسب بالشعارات، بل تُنال بالنضال الواعي والمستمر من أجل الكرامة والعدالة. أيها الأحرار، إنَّ  المخزن  هو الجذر العميق لأزمات المغرب المزمنة، فهو: • يقف وراء  سياسات التجهيل والتفقير  التي تُقصي المواطن وتُهمّش الشباب. • ويساهم في  تفشّي ظواهر الانحراف والمخدرات  التي تُضعف الوعي الجمعي وتُفكّك الأسرة. • ويرعى  الفساد المستشري  في مؤسسات الدولة، حيث تتغوّل المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة. • كما يعمل على  طمس الهوية الإسلامية الأصيلة  للشعب المغربي، واستبدالها بسياسات “الح...

كيف كرّست الدولة الصحراوية الوحدة الوطنية

  كيف  كرّست الدولة الصحراوية الوحدة الوطنية لم تكن الوحدة الوطنية الصحراوية مجرّد شعار أو محطة عابرة في مسار الثورة الصحراوية، بل كانت خيارًا استراتيجيًا وأحد أهم ركائز المشروع الوطني منذ انطلاقه. فالثورة، وهي تواجه التحديات التاريخية يوم 12 أكتوبر 1975، أسّست للوحدة الوطنية كإطار جامع لكل الصحراويين، ثم عملت الدولة الصحراوية على تكريسها وترسيخها عبر مختلف مؤسساتها ومشاريعها. 1. وحدة البدايات: من شعار إلى مشروع وطني أدركت الثورة الصحراوية منذ انطلاقتها أن مواجهة التحديات الخارجية لا يمكن أن تتحقق إلا بجبهة داخلية موحّدة. لذلك لم تكتف بتأسيس الوحدة الوطنية في يوم الإعلان التاريخي، بل جعلتها جزءًا من المشروع الوطني، عبر إدماج جميع أطياف الشعب الصحراوي – بمختلف انتماءاتهم الاجتماعية والقبلية  في مؤسسات الدولة دون تمييز أو إقصاء. 2. تكافؤ الفرص أساس للوحدة اعتمدت الدولة الصحراوية على مبدأ  تكافؤ الفرص ، وخاصة في مجال التعليم، باعتباره أداة عملية لترسيخ الوحدة الوطنية والقضاء على الفوارق الاجتماعية، دون الحاجة إلى سنّ قوانين أو اتخاذ إجراءات قسرية. فقد ساهم مبدأ تكافؤ ال...